الحديث التاسع والعشرون
الحديث التاسع والعشرون
  عَنْ(١) عَبْدِ اللهِ ابْنِ عَمْرو؛ هو أحد الفقهاء والرواة عن رسول الله ÷ ولَمَّا استعظم أهل العلم والدين كونه مع معاوية - مع ما هو عليه من المعرفة والعلم والدين - عَظُمَ منقودهم عليه، فلم يكن عمدته إلَّا أنْ قال: أمرني رسول الله ÷ بطاعة عمرو، وكانت أموره إلى الصلاح أكثر، وقد جرت منه هذه الهفوة، والله أعلم ما ختَم العمل، ونسأل الله الثبات، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ÷ يَقُولُ: «تَكُونُ أُمَّتِي فِي الدُّنْيَا عَلَى ثَلَاثَةِ أَطْبَاقٍ: أَمَّا الطَّبَقُ الأَوَّلُ: فَلَا يَرْغَبُونَ فِي جَمْعِ الْمَالِ وَادِّخَارِهِ، وَلَا يَسْعَوْنَ فِي اقْتِنَائِهِ وَاحْتِكَارِهِ، إِنَّمَا رِضَاهُمْ مِنَ الدُّنْيَا سَدُّ جَوْعَةٍ، وَسَتْرُ عَوْرَةٍ، وَغِنَاهُمْ فِيهَا مَا بَلَغَ بِهِمُ الآخِرَةَ، فَأُولَئِكَ الَّذِينَ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ، وَأَمَّا الطَّبَقُ الثَّانِي: فَيُحِبُّونَ جَمْعَ الْمَالِ مِنْ أَطْيَبِ سُبُلِهِ، وَصرْفَهُ فِي أَحْسَنِ وُجُوهِه، يَصِلُونَ بِهِ أَرْحَامَهُمْ، وَيَبَرُّونَ بِهِ إِخْوَانَهُمْ، وَيُوَاسُونَ بِهِ فُقَرَاءَهُمْ، وَلَعَضُّ أَحَدِهِمْ عَلَى الرَّصَفِ أَسْهَلُ عَلَيْهِ مِنْ أَنْ يَكْتَسِبَ دِرْهَماً مِنْ غَيْرِ حِلِّهِ، أَوْ أَنْ يَضَعَهُ فِي غَيْرِ وَجْهِهِ، أَوْ أَنْ يَمْنَعَهُ مِنْ حَقِّهِ، أَوْ أَنْ يَكُونَ خَازِناً لَهُ إِلَى حِينِ مَوْتِهِ، فَأُولَئِكَ الَّذِينَ إِنْ نُوقِشُوا عُذِّبُوا، وَإِنْ عُفِيَ عَنْهُمْ سَلِمُوا، وَأَمَّا الطَّبَقُ الثَّالِثُ: فَيُحِبُّونَ جَمْعَ الْمَالِ مِمَّا حَلَّ وَحَرُمَ، وَمَنْعَهُ مِمَّا افْتُرِضَ ووَجَبَ(٢)، إِنْ أَنْفَقُوهُ أَنْفَقُوهُ إِسْرَافاً وَبِدَاراً، وَإِنْ أَمْسَكُوهُ أَمْسَكُوهُ بُخْلاً وَاحْتِكَاراً، فَأُولَئِكَ الَّذِينَ مَلَكَتِ الدُّنْيَا زِمَامَ قُلُوبِهِمْ، حَتَّى أَوْرَدَتْهُمُ النَّارَ بِذُنُوبِهِمْ».
(١) قال السيد الشريف: وحدثنا جبر بن عبد الله الزاهد على فرات الكوفة سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة وكان للناس منه في كل سنة يومان يحدثهم فيهما عند اجتياز الحجيج بالجسر ذاهبين وقافلين قال حدثنا أبي قال حدثنا موسى بن إسماعيل المنقري قال حدثنا حماد بن سلمة قال حدثنا عمرو بن دينار عن صهيب الحذاء عن عبد الله بن عمرو ... الحديث.
(٢) في النسخة (أ) ونسخة أخرى: أَوْ وَجَبَ.