[صنيع بني أمية وبني العباس بأهل البيت وذكر محبس الهاشمية]
صفحة 348
- الجزء 1
  لأن الطاعة مكارِهٌ، والمعصيةَ أهواءٌ وشهواتٌ، (وَاصْبِرُوا عَلَى الضَّرَّاءِ) مع ذلك إمَّا على ما يضركم عموماً، وإمَّا على المرض خصوصاً، فهو مما يُبتَلى به الصالحون ويُمتحن به المؤمنون، فإنكم مع ذلك تُفْضُون بمعنى تتصلون وتختلطون بالنعيم الدائم، نعيمِ الجنة، لأنه لا يزول ولا يتحول، ولا يتغير ولا يتنقل، باقٍ ببقاء واجب البقاء، وهو الله تعالى، فأيُّ دوام أبلغ من هذا، وأيُّ كرامة أجلُّ من نعيم دائم لا ينقضي؟! وحُقَّ لمن صدَّق بها أن يصبر على قرض المقاريض، ونشر المناشير، ويسْتَهْوِن ذلك، ليُفْضي إلى هذا، جعلنا الله وإياكم ممن جعل الصبرَ شِعاره، والحقَّ دِثاره، وصلى الله على النبي وآله وسلم.