حديقة الحكمة النبوية في تفسير الأربعين السيلقية،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

الحديث السادس

صفحة 96 - الجزء 1

الحديث السادس

  عَنِ⁣(⁣١) ابْنِ عُمَرَ، وابنُ عمرَ هاهنا هو عَبْدُ الله بْنُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ بْنِ نُفَيْلِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ رِيَاحِ⁣(⁣٢) بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ قُرْطِ بْنِ رَزَاحِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبِ، وهو من أصاغر الصحابة سِنّاً وأكابِرِها قدْراً وحالاً، وقد أشير إليه بالخلافة، ومال إليه هوى كثيرٍ من الأمّة، وكان مخوف الجانب في أيامه، على لينٍ وانقطاعٍ كان فيه، وكان يريد الأمر إنْ لم يختلف عليه اثنان، وكان شديدَ الاجتهاد في طاعة الله تعالى، ورُويتْ عنه ندامةٌ عظيمة في تخلُّفِه عن علي #، وكان يتوضَّأُ لكلِّ صلاة، وله روايةٌ وسيعةٌ عن النبي ÷ على غفلةٍ كانت فيه، ولم يُخْتَلَفْ في الرواية عنه والأخذ منه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله ÷: «لَا يُكْمِلُ عَبْدٌ الْإِيمَانَ بِاللهِ [ø] حَتَّى يَكُونَ فِيهِ خَمْسُ خِصَالٍ: التَّوَكُّلُ عَلَى اللهِ، وَالتَّفْوِيضُ إِلَى اللهِ، وَالصَّبْرُ عَلَى بَلَاءِ اللهِ، وَالتَّسْلِيمُ لِأَمْرِ اللهِ، وَالرِّضَى بِقَضَاءِ اللهِ، إِنَّهُ مَنْ أَحَبَّ للهِ وَأَبْغَضَ للهِ، وَأَعْطَى للهِ، وَمَنَعَ للهِ، فَقَدِ اسْتَكْمَلَ الْإِيمَانَ»(⁣٣).


(١) قال السيد الشريف: وحدثنا محمد بن يحيى قال حدثنا عبد الله بن المعتز قال حدثنا عفان بن مسلم قال حدثنا حماد بن سلمة عن نافع عن ابن عمر ... الحديث.

(٢) في النسخ كالتالي: بن عبد العُزَّى بن عبد الله بن قُرط بن رياح بن رَزاح بن عدي، تقديم وتأخير، وما أثبتناه من الاستيعاب وشرح النهج وغيرها من المراجع، وورد أيضا في ذكر نسب كثير من الصحابة مثل سعيد بن زيد، ابن عم عمر بن الخطاب وكذلك نسب عمرو بن سراقة بن المعتمر.

(٣) قال البزار حدثنا عبد الله بن أحمد بن شبويه حدثنا أبو اليمان حدثنا سعيد بن سنان عن أبي الزاهرية عن كثير بن مرة عن ابن عمر عن النبي ÷: «خَمْسٌ مِنَ الْإِيمَانِ، مَنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ شَيْءٌ مِنْهَا فَلَا إِيمَانَ لَهُ: التَّسْلِيمُ لِأَمْرِ اللَّهِ، وَالرِّضَى بِقَضَاءِ اللَّهِ، وَالتَّفْوِيضُ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ، وَالتَّوَكُّلُ عَلَى اللَّهِ، وَالصَّبْرُ عِنْدَ الصَّدْمَةِ الْأُولَى». (مسند البزار ١٢/ ١٥) رقم (٥٣٨٠) والطرف الآخر من الحديث: «مَنْ أَحَبَّ للهِ وَأَبْغَضَ للهِ، وَأَعْطَى للهِ، وَمَنَعَ للهِ، فَقَدِ اسْتَكْمَلَ الْإِيمَانَ» رواه المرشد بالله في الخميسية (٢/ ١٩٣) في ثلاثة مواضع، وفي أمالي أبي طالب (١/ ٣٣١) وأخرجه أبو داود (٤/ ٢٢٠) رقم (٤٦٨١) وابن أبي شيبة في مصنفه (٧/ ١٣٠) رقم (٣٤٧٣٠) والطبراني في المعجم الكبير (رقم ٧٦١٣ و ٧٧٣٧ و ٧٧٣٨) وابن بطة في الإبانة الكبرى (٢/ ٦٥٧) رقم (٨٤٥) والبغوي في شرح السنة (١٣/ ٥٤) رقم (٣٤٦٩) والبيهقي في شعب الإيمان (١١/ ٣٢٧) رقم (٨٦٠٥)؛ وغيرهم.