[خراب حجر ظفار داود ومدينة ظفار]
  وأول أسباب ذلك - كما أخبرني القاضي الأعلم بدر الدين أحمد بن محمد بن يحيى بن حنش، عن حي صنوه القاضي شمس الدين أحمد بن يحيى ¦ أنه لما اتفق ما سيأتي من الأسر لمولانا الحسن رضوان الله عليه، ووجم المسلمون لذلك وحزنوا كثيراً، فرأى من حوالي ظفار من حاشد وبكيل من أهل مدينة ظفار فرحاً بما ساء المسلمين وأظهروا سروراً، ثم خرجوا إلى أعلى من ذيبين إلى الجبل المسمى قدارة وكان يوم سوق المنقضة، وعشروا من هنالك مع رتبة الحصن المذكور من العجم وهمدان، فعظم موقع ذلك، وأظهروا العداوة لأهل ظفار، ولما فتح الله بما سيأتي من فتح الترك أخذهم الله في غارب أثلة وما قبلها من الوقعات المذكورة غزاهم الحاج شمس الدين أحمد بن عواض، والقاضي العلامة الهادي بن عبد الله بن أبي الرجال، ولما بلغ أهل ظفار الإجماع على اسئصالهم طاروا في البلاد، وتفرقوا جيراناً مع القبائل، وأخرب الحاج شمس الدين والقاضي حسام الدين ومن معه ما أمكنهم، وتركوا ما غلبهم عليه العجم مما يقرب من الحصن المسمى الحجر، فإن العجم وهمدان تحصنوا فيه وحموا ما حوله بالبنادق.
  وكان في المشهد المنصوري القاضي العلامة عماد الدين، وشيخ الشيعة الأكرمين، يحيى بن محمد بن حنش، وهو أحد العيون، والمشار إليه في جميع الفنون، فأمره الحاج والقاضي بترك المشهد، وهبط بمن معه من الطلبة إلى ذيبين.