الهجرة المنصورية ظفار وحصونها وبعض ما فيها من الآثار،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

[خراب حجر ظفار داود ومدينة ظفار]

صفحة 107 - الجزء 1

  ثم جعل الحاج شمس الدين على حصار الحصن المذكور الشيخ المجاهد محمد بن صلاح البحش |، ولما طال عليهم الحصار وضاقت عليهم الأرض بما رحبت راسلوا إلى الحاج شمس الدين أحمد بن عواض |، وكان في غيل مغدف من أعمال الميقاع، وبينه وبين شيخ همدان الشيخ مهدي الهمداني مواصلة لأجل ما تقدم منهم من الإحسان إلى الحاج |، والقاضي الهادي ومن معهم رحمهم الله تعالى في همدان، فأرسل الشيخ محمد البحش أيضاً مع المحاصرين وكان قد لحق بالحاج وبقي عليهم نحو الشهر، ثم وصلت مكاتبتهم أيضاً الحاج شمس الإسلام | فأمنهم وأخرجهم وقبض الحصن والسلاح وما أجلبوا به، إلا همدان فأكرمهم ولم يأخذ منهم شيئاً لأجل ما تقدم، ثم عاد الحاج لمثاغرة العجم في بلاد الميقاع كما تقدم، وترك الشيخ محمد البحش على خراب حصن الحجر بأمر الإمام #، وراسلوا لأهل ظفار بالأمان أن يعودوا فلم يرجعوا، وأطالوا الخطاب فلم ينجع فيهم، فأمر الإمام # بخراب مدينتهم وهي إلى الآن، وقد رجع أكثرهم وعمروا في تاريخ هذه التوقيعات.

  وذكر القاضي المذكور عن أخيه القاضي شمس الدين | أن الإمام # مع زيارته إلى ظفار وذيبين في سنة ست وعشرين وألف وقف على خراب البركة العظمى فتبرأ من ذلك وقال: ما أمرت بذلك، وكنت معه # في ذلك اليوم ولم أسمع أي ذلك كان، والله أعلم.