[إعادة الإمام المتوكل على الله إسماعيل بن القاسم إعمار ظفار]
  مطر عظيم، امتلأت منه المناهل وعمت البركات، وكثرت الخيرات، وأخذ # في تفقد المظالم التي بين القبائل عموماً، وبين أهل كل بلد خصوصاً، وأقام القضاة للفصل، وكانت المفاسد والمنكرات من نحو ما سيجيء إن شاء الله في خبر ابن وازع، فأمرهم بالخروج عن المظالم، فكان الحال كما روي في أخبار إمام الأمة أمير المؤمنين الهادي إلى الحق # وقدومه صعدة، وما أطفأ الله به من الفتن.
  نعم! فقرر الأحكام، ونصب الحكام، وأنفذها الخاص منهم والعام، وأنس أهل المشارق إلى الشريعة الغراء بعد أن كانوا خائفين منها، وانتصف المظلوم، وأمنت السبل، وكانت ثمرة الواديين شوابة وهران كما صرمت، وعرف # حاجة العسكر المنصور إلى الجلب، وإقامة الأسواق، وأهل المشرق لا عهد لهم بجلب العلف، ونحوه من المبيعات.
  فسرح عسكراً كبيراً مع الفقيه محمد بن جميل، والنقيب الصالح المجاهد سرور بن عبد الله إلى شوابة وهران، فأقاموا هنالك ليلتين يتصل بهم عبيد الأودية، وحملوا العلف وغيره للبيع، وعادوا إلى الإمام #، وقد سكنت فورة المشرق، وصلحوا وجلبوا إلى المحطة المنصورة بالله.
  ووصل الأمراء من أهل الجوف كالأمير الفاضل صالح بن الحسين بن المطهر بن الشويع وغيره من الأشراف بالزكوات والنذور والهدايا، وأحسن إليهم الإمام كثيراً، ووصل بوصولهم ومن بعدهم أيضاً كبار أهل الجوف لزيارة الإمام ولفصل خصومات، وعادوا بعد ذلك، ولا زالوا يعاهدون كذلك.