الهجرة المنصورية ظفار وحصونها وبعض ما فيها من الآثار،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

[إعادة الإمام المتوكل على الله إسماعيل بن القاسم إعمار ظفار]

صفحة 110 - الجزء 1

  وقال الجرموزي أيضاً في سيرة الإمام المتوكل على الله إسماعيل بن الإمام القاسم بن محمد $، المسماة تحفة الأسماع والأبصار بما في السيرة المتوكلية من الأخبار:

[إعادة الإمام المتوكل على الله إسماعيل بن القاسم إعمار ظفار]

  ولما كان في شهر جمادى الأولى عام ثلاثة وستين وألف، رأى الإمام #، التقدم للطيافة إلى المشهد المنصوري بظفار.

  وكان حي مولانا الإمام المؤيد بالله # أراد عمارة الحجر، ورجوع أهل ظفار إلى بلدهم كما سبق من والده الإمام المنصور بالله #، فلم يتأت له ذلك وحصلت موانع، وكان الإمام - المتوكل على الله - # في عام تسع وخمسين وألف قد أمر الفقيه الفاضل العالم علم الدين قاسم بن علي الخياري، وهو رجل من أهل التقوى والعلم النافع، يعد في الصالحين بالمقام في المشهد المنصوري، وأن يشرع في عمارة الحجر، وما أمكن من مرافق المشهد المقدس، فعاد إلى ظفار كثيرون من أهله وآنسوا بالمقام، واستمرت العمارة، وأتم الله لمولانا الإمام ذلك على سهولة، والحمد لله رب العالمين.

  ولما وصل مولانا # إلى ظفار تلقاه أهل المشارق جميعاً - فقهاؤها وزعماؤها - بالنذور الكثيرة، وتيمنوا بطلعته المنيرة، واغتنم الجميع منهم رؤيته، والتمس كل منهم دعوته، وكانت قد كثرت فيهم الفتن، وتطاولت الإحن فيما بينهم، وبعدوا عن الشريعة، وعن التحكم لها، وكان المطر في تلك الجهة قليلاً والوقت أول حزيران، فحصل مع قدومه #