الهجرة المنصورية ظفار وحصونها وبعض ما فيها من الآثار،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

[أحداث بلاد ظفار داود]

صفحة 113 - الجزء 1

  مرمر، فوجه السيد الجليل الأجل صلاح بن محمد السراجي في نحو أربعمائة، وجاءوا من طريق محصم وأسفال بني زهير، ثم خرجوا الحول من أعمال ثوابة من جهة العدن، ومولانا محمد ومن معه قصدوا المراحيب مواضع المذكورين فتحصن الأشرار في معاقل لهم ودار الخطاب.

  ووصل الشيخ المذكور إلى السيد صلاح ليستجير به، ولرجاء أن يحصل الاختلاف بين العسكرين، فيذهب في الوسط، فلم يقع على غرضه، وهرب إلى جهات المشرق مرة أخرى، فأخذ جنود الحق ما في معاقله من الحبوب الكثيرة.

  ثم أمر الإمام # بهدمهم، فصارت نكالاً، ولغيرها أمثالاً، وكانت فيما مضى لا يتصل بها والٍ محقاً كان أو مبطلاً، وأقام المذكور في بلاد سفيان جاراً لا يقر به قرار، ولا يأوي إلى حي، وإنما يرعى هو وأصحابه بأنعامهم وفي كل ليلة يمسون بها في جهة.

  ثم إنه طلب الأمان فأمنه الإمام (#) أخرى بشرط وصوله إلى مقامه الشريف، فوصل إليه (#) وبقي أياماً، وبدى له الهروب كما تقدم لألفه البوادي ونفوره عن الحضر ولم يكن منه بعدها خلاف، ولا غيار في تلك الأطراف. انتهي المراد نقله.

  فهذا بعض ما تيسر نقله وذكره على سبيل التنبيه والإشارة، لا على سبيل الإحاطة، وسنوسع البحث فيما بعد إن شاء الله تعالى مدعماً بالصور، وموثقاً بالمعالم التاريخية إن شاء الله تعالى.