الهجرة المنصورية ظفار وحصونها وبعض ما فيها من الآثار،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

[كلام هام حول بداية إعمار ظفار]

صفحة 13 - الجزء 1

  وقد أمر الإمام # بعمارة الحصن المسمى بالقاهرة - وهي أكمة منيعة مسامتة لظفار - في جمادى سنة عشر وستمائة، فتجرد لعمارتها الشيخ دحروج فجمع القُطَّاع والبُنَّاءَ، فلم تمض أيام إلا وقد أحكم ما يحتاج إليه من تحكيم القطوع والسور والمناهل على أحكم ما يكون وأحسنه، وأقواه وأرصنه.

  ثم قسمها الإمام # بين خواصه ووزرائه وبني عمه وغيرهم من المهاجرين والمرابطين، لما كثر عددهم وضاقت بهم المنازل، حتى حَلُّوا في الكهوف، كما فعل في الحصن الأول، وكانا جبلين لا عمارة فيهما.

  قال الفقيه حسام الدين حميد بن أحمد ¦:

  كان حصن ظفار قد اختطه الإمام أبو الفتح الديلمي وحارب منه الصليحي، والله أعلم.

  قال مؤلف سيرة الإمام المنصور بالله #: إنه # لما أخرب دور المفسدين في صنعاء، وأجلى كثير من أهلها فلم يبق فيها إلا جماعة قليل سدوا عليهم أبوابهم، فأخرب كثيراً من دورها، وحمل عيدانها وأخشابها وأبوابها فعمر بها بالحصنين بالهجرة المباركة ظفار والقاهرة.

  وذلك سنة اثنتي عشرة وستمائة، وكان المتولي لهما الأمير الشريف العالم نظام الدين الفضل بن علي بن المظفر العباسي العلوي.

  ثم أمر [الإمام] الأمير هذا ببناء سور عظيم يجمع الحصنين، فجمع هذين الحيين من بكيل وحاشد وسألهم العون في هذا السور، فأجابوه إلى ذلك،