[كلام هام حول بداية إعمار ظفار]
  فقسموه بينهما واجتهد كل في نهجه، وبنوه بالصخر الكبار، حتى صار كأحد الجبال الرواسي، وجعل في وسطه باباً عظيماً.
  ثم أمر الإمام # من أحب من عشائره وأهل بلاده جوارَه بالعمارة فيه، فأقبل إليه كثير، وأمرهم ببناء مدينة تحت الحصنين يضمها مع المدينة السور، وقسمها بينهم، وهي أرض واسعة، فلم تمض ثلاثة أحوال حتى ضاقت بأهلها، وصار الواحد من الناس يطلب المكان اليسير إلى الخمسة الأذرع أو الأربعة الأذرع بمال عظيم فلا يجده.
  وصار فيها سوق عظيم ترده القوافل من نواحي البلاد.
  قال: وكان ظفار هذا مستقره #، وموضع هجرته، وكرسي مملكته، ومحل أمرائه وخواصه، وأكثر أولاده وحريمه، ومات # والمتولي عليها الفضل بن علي. انتهى كلام المؤرخ الشرفي ¥.
  ومن هذا نستطيع تلخيص الأمور التالية:
  الأول: أن الإمام المنصور بالله # هو أول من اختط ظفار، وعمر حصونها وما فيها من الآثار، ولم يكن هناك آثار حميرية، ولا مبان سبئية، ولا مآثر لأي دولة قديمة، كما قد يتوهمه البعض، إلا ما سبق ذكره من اتخاذ الإمام الناصر أبي الفتح الديلمي # لذلك، فترة من الزمن، ولم يظهر أن الإمام الديلمي # قام فيها بعمارة أو تحصين، أو أحدث بنايات، لأنه كان متخفياً خائفاً من الصليحيين، فلو عمر أو بنى لاشتهر مكانه، وعرف محله.