الهجرة المنصورية ظفار وحصونها وبعض ما فيها من الآثار،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

[كلام هام حول بداية إعمار ظفار]

صفحة 15 - الجزء 1

  ويدل على ذلك: أن الإمام المنصور بالله # هو الذي سماها ظفاراً، ولم تكن تسمى بذلك الاسم من قبل، ولو كان بها أي تواجد للحميريين لاشتهر ذكرها بين المناطق التي تمركز فيها الحميريون والسبئيون.

  وإنه لمن الظلم الكبير للإمام المنصور بالله # أن نضيف تلك الأعمال الجبارة، والتحصينات العظيمة، والمباني القوية، والآثار الإسلامية، إلى دولة لم تعمل فيها شيئاً، ولا يوجد أي دليل تاريخي ولا أثري على ذلك.

  وكلام المؤرخ الشرفي يدل على أن تلك الجبال لم يكن بها عمارة ولا آثار ولا غيرها، بل كانت جبالاً ذات تضاريس وعرة وصعبة، استطاع الإمام بعون الله وتأيده تحويلها إلى منطقة آهلة بالسكان، تتوفر فيها جميع مقومات الحياة.

  الثاني: أن ظفاراً أصبحت عاصمة للدولة المنصورية، ومستقراً للأحكام النبوية الشرعية، وأصبحت مدينة آهلة بالسكان، تتمتع بكافة المؤهلات للسكنى، وأصبح بها سوقاً كبيراً تجلب إليه حوائج السكان، وغير ذلك.

  الثالث: أن العمارة في ظفار استمرت من أواخر سنة (٦٠٠) هـ، إلى وفاة الإمام #، وأنه # كان يزيد في البناء والإعمار والتوسيع فيها بحسب حاجة المسلمين إلى ذلك، فكلما غَصَّ حصن بالسكان أحدث آخر، وقام بإعطائه لمن أحب السكنى فيه، حتى ضاق بالسكان.

  الرابع: استعانة الإمام # في الإعمار بقبائل حاشد وبكيل، ومعاونتهم في ذلك، دليل على طول مدة العمل، وصعوبته.