السابع: هزيمة الغز في محاولتهم حرب ظفار
  منهم على نفسه لما علموا من قلة الشحنة فيه وقلة الماء وضعف العمارة، فجعل الإمام ولاية حصن ظفار إلى الشريف يحيى بن حمزة، فتساهل في عمارة الحصن، ووقع منه تفريط في أمره، بسبب غيبة الإمام # بذي مرمر، وللهدنة التي وقعت بين الإمام # وبين وردسار، وكانت مدتها سنتين وعشرة أيام وعشر ساعات، أعطى وردسار فيها العهود والمواثيق على الوفاء إلى انقضائها، فلما وقع التفريط من الشريف يحيى بن حمزة عن الولاية، وترك العمارة عزله الإمام #.
  وولى أمر الحصن خادمه الشيخ الأمين دحروج بن مقبل، فطافه فلم يجد فيه إلا الشيء اليسير من الحب والماء، حتى أنه اشتاط ليلة وصل إلى الحصن بأربعة دنانير له وللديوان الذين معه، وقد ضاق الوقت وقرب العدو. فقام وشمر في الأمر، ووطن نفسه على الصبر واحتمال المشاق، فنهض إلى حوث، ونقل ما كان قد بقي بها من الحبوب، واشتاط واستلف، وشري ما لا بد منه من الشحنة التي لا يستغنى عنها في الحصون من الملح والزبيب وغير ذلك، فما كان إلا المدة اليسيرة وقد صار في الحصن ما يكفيهم مدة أشهر، وأمر بقطع الأخشاب واستعمل عرادتين، وبلغ الماء ستة غروب بدينار، وكانوا يحملونه من موضع يسمى المولدة، حتى صار معهم من الماء ما يكفيهم شهوراً في هذه المدة اليسيرة مع تضايق الأحوال، وفساد أهل البلاد، وأمده الإمام # بمال وصل إليه من بلاد بني حبيش؛ أتى في وقت حاجة شديدة إليه وعُدم، فنفع نفعاً كثيراً.