الهجرة المنصورية ظفار وحصونها وبعض ما فيها من الآثار،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

السابع: هزيمة الغز في محاولتهم حرب ظفار

صفحة 26 - الجزء 1

  وفي أثناء ذلك وصل سنقر إلى صنعاء يوم الأربعاء لست عشرة ليلة خلت من رجب من سنة إحدى وستمائة، فاضطربت أحوال البلاد وتعطلت من أهلها.

  ونهض سنقر إلى ريدة يريد حصن ظفار يوم السبت، وأطبقت البلاد معه على الخلاف، واجتمع العرب والعجم على حرب الإمام #، فكانت العاقبة للمتقين.

  فبقي سنقر في ريدة ثلاثة أيام، ثم نهض من ريدة فحط بموضع بالقرب من شظب وأعمالها، فأقام بها سبعة أيام، وأنزل الله عليهم مطراً في غير وقته، وبَرَدَاً شديداً لم يقع مثله، على ما حكاه من كان حاضراً معهم حتى أضر بهم، وبدوابهم وبجمالهم، وهلك منها جملة كثيرة، ولم ينالوا طائلاً من تلك الجهة.

  وكان أهل الحصن يتوقعون وصوله إليهم في كل يوم، فصرفه الله تعالى حتى أحكموا أمورهم، وعمروا ما يحتاجون إليه، وما يخشون منه الخلل، ونفرت البناة والعمال منهم فتولوا أمر العمارة بأيديهم في الليل والنهار حتى أصلحوا ما يحتاجون إليه.

  وكتب الشيخ دحروج بن مقبل كتاباً إلى الإمام # يحكي فيه اختلال كثير من أصحابه عليه، واضطراب أحوالهم، ومضايقتهم له بطلب الجرايات التي تجري للمرابطين، وذكر في كتابه أنه يفتقر إلى المال الكثير ليسد به خللهم، وسأل الإمام المادة برجال يأنس إليهم، ويستظهر بهم على من أراد المعارضة والفساد في الحصن.