الهجرة المنصورية ظفار وحصونها وبعض ما فيها من الآثار،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

السابع: هزيمة الغز في محاولتهم حرب ظفار

صفحة 32 - الجزء 1

  فلما يئس الشيخ من عودهم للحرب على ظفار أطلق أهل الحصن لقتالهم، والحرب عليهم، وقطع موادهم، وأخذ من يأتيهم من العرب بالإمداد والمنافع.

  وما عُلم أن أحداً ممن حولهم من قبائل أرحب وسفيان رماهم بسهم في ليل ولا نهار، ولا ناجزهم الحرب، سوى أهل ظفار، حتى انحدروا إلى الجوف، إلا الأمير حسام الدين القاسم بن إبراهيم بن محمد الحمزي، فإنه غزاهم ليلة إلى محطتهم في شوابة في جماعة، فأمسوا يرمونهم من جانب، وأهل ظفار من جانب آخر.

  وكان الإمام # قد أمر إلى الشيخ عيسي بن ذعفان البختري - وكان من جملة أنصار الإمام # - بإنهاب الزرع، وإحراق الأبيات، وأن يأمر أهلها ومن حولها بالتميل والانحياز إلى رءوس الجبال، فأتى الغز إلى شوابة والبلاد خالية متعطلة، فرغبوا في إدنائه ودخوله في طاعتهم فكره ذلك وامتنع، ولا أراد الاتصال بهم.

  ولبثت المحطة المخذولة بشوابة ثلاثة أيام وهم ينتظرون قدوم الشيخ عيسى،. فلما يئسوا منه أخربوا درب شوابة، واجتهد في خرابه أصحابه بنو أسد لإحنٍ متقدمة كانت بينهم، فقضوا أغراضهم، ولم ينظروا في عاقبة أمرهم.

  وكانوا قد عمروا دربهم الأسفل في دولة الإمام #، وسكنوه بعد خرابه وتعطله منهم سنين متوالية، ولم يقدروا على عمارته حتى ظهرت يد الحق، فلم يرعوا نعمة الله عليهم ولا إحسانه إليهم.