الهجرة المنصورية ظفار وحصونها وبعض ما فيها من الآثار،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

[قصيدة الإمام # في ذكر حرب ظفار ومدح أهلها]

صفحة 38 - الجزء 1

  قومٌ رأوا أنَّ الجهاد فريضَةٌ ... فسَمَت لهم هِمَمٌ بذاك كبارُ

  ذَلّ الأنام وأُرِعبُوا إلا هُمُ ... فَالنّاس عُبدان وهم أحْرارُ

  صَبَرُوا على الأرجَاف وهي كثيرة ... فيمَا حَكاهُ الواحد القهارُ

  جَعَلوا التَّشَكُّكَ فِي خِلَافِ الحَقِّ لَا ... غسلٌ تشقق عنده الأبشارُ

  رفضوا الروَافِض للأئمّة واعتضوا ... بالبيْض لمَا زاغت الأبصارُ

  فهَمَت عليهم مِن سِحابِ عَدُوِّهم ... لمَا استهلّت ديمةٌ مِدرارُ

  فَاستقبلوها بالنحُور فَأقشَعَت ... عنهم وأَيْمان العَدُوّ قصارُ

  فتأخَّرُوا عنهم ولاعَن عفّةٍ ... نكَصُوا ولكن خيفةٌ وَفِرارُ

  لو أنهم لَبَثُوا لكان بَوَارُهُم ... فِي لَبثِهم وتَقَضَّتِ الأعْمَارُ

  لكِنّهُم جعلُوا الفِرَارَ وَلِيجَةً ... واللهُ ليس يَفُوتَهُ الفرَّارُ

  ظلموا بني بنت النّبِي حقوقهم ... وأعَانهُمْ فِي ذلكَ الأَشرارُ

  لله دَرّ عُصَابَةٍ زيْدِيَّةٍ ... نزل العُلى فيها وزَال العَارُ

  راياتها بيضٌ ولغوُ حديثِها ... ذكرٌ ومدحُ بني النّبي شعارُ

  لاهُمّ إنَّ الدّينَ دينُك فَاصطَبِر ... فَالحُرّ يَغضَبْ والكريمُ يَغَارُ

  ولك البها والعزُّ والكرمُ الذي ... منه البحارُ الخُضرُ والأنهارُ

  يَا ربّ كم يحصي المعدّدُ منّةً ... مِن بعضها الأشجار والأمْطَارُ

  فَافتح لنا فتحاً مبيناً عَاجلاً ... تسمو به الأسْماع والأبْصَارُ

  يحيى به الدّينُ الحنيفُ ويُنعش الشْـ ... ـشَرعُ الشريفُ وتَملِكُ الأخيارُ

  فَالناس فِي ظلم الضّلالة والعَمى ... لمَا قَلَوا سُبُلَ الهدَاية حارُوا

  قد طبّق الجهلُ العَقيمُ عقولَهُم ... وعَراهم عن هجرِهِ استكبارُ