[قصيدة الإمام # في ذكر حرب ظفار ومدح أهلها]
  لَهُمُ شيوخٌ حُمِّلوا أوزَارَهم ... إن ضوعِفَت لمضَلّلٍ أَوْزارُ
  مِن كُلّ فَدْمٍ فِي النَّديِّ كأنَّهُ ... عجلٌ له بين الجميع خوارُ
  لم يحفظوا فينا وَصَاةَ مُحَمّدٍ ... صَلّى عليه الواحد الغَفَارُ
  هَوِّن عليك فكلُّ خطبٍ هيِّنٌ ... إن لَمْ تُصِبْك لدى الحسابِ النّارُ
  أبلغ سراةَ بني عليّ كلِّها ... إن أنْجَدَت أوطانُهُم أو غارُوا
  وعَصَائباً مَيْمُونةً زَيْدَيَّةً ... نقَضَت عقود نظامها الأمصارُ
  أنَّ العَدُوّ مشمِّرٌ عَن ساقِهِ ... ليخوض لُجّاً غُمْرُهُ تَيَّارُ
  فَاستَشْعِرُوا الصَّبْر الجميل وأجّجُوا ... ناراً لَهَا بيض السيوف شَرَارُ
  وَصِلُوا السّيُوف إذا قصرن بِخَطْوِكُمْ ... والخيلُ تَعثُرُ والوشِيجُ كِسَارُ
  وادعُوا بني قحطان أنصَارَ الهُدى ... ونِزارَ تُقْبِلُ يعرُبٌ ونِزارُ
  فَالعُجمُ للحَيّيْن غنمٌ بارِدٌ ... إن أقبلوا وتَمَحصَت أسرارُ
  مَا أنتِ يا قحطانُ مِن قحطانَ إِنْ ... لَم تَغضَبِي كَرَمَاً وتُحْمَى الدّارُ
  كلَّا ولا عدنانُ مِنْ عدنَانَ إن ... خضَعَت وقارَنَهَا الغَدَاةَ فرارُ
  صَبْراً فليس القومُ أكفَاءً لَكُمْ ... قَطْعَاً وقد نَطَقَتْ بِهِ الأخبَارُ
  أفليسَ أملَاكُ التَّبَابُعِ دَوَّخُوْا ... أرضَ الأعَاجمِ عنوةً وأبَارُوا
  وملوكُ عدنانٍ قَفَوا آثارَهُمْ ... ولَهُمْ بكل بَسيطةٍ آثارُ
  مَلكُوا سمَرقَنْدَ وإفريقيّةً ... وسَمَا لَهُنّ على الخليج غُبَارُ
  وَرَمَت على رُوْميَّةٍ أَرْوَاقَهَا ... غَضَاً وشُنَّ بِهَا هُنَاكَ مَغَارُ
  وَرَدَتْ بِلَادَ السِّندِ تَقرَعُ بالقَنَا ... منها كَتائبُ جَرحُهُنّ جُبَارُ
  وَتوقَّلَتْ منها جبالَ نَفُوْسَةٍ ... خُرُقٌ مَعَارجُها قَنىً وشِفَارُ