القبور التي على باب القبة الجنوبي
  وَلَعَّتْهم الريحُ وسطَ الرِّحَا ... لِ بقِطقِطِ شفَّانِهَا إن عَصَفْ(١)
  وأمسى الكُلَيبُ يُهِرُّ الرِّعا ... ءَ على النَّارِ ما زجَروه ازدَلَفْ
  وَتَلقَى بِبِشرٍ يُزِيلُ الغَرَا ... مَ وتُوسِعُ بِرَّاً يُمِيطُ القَشَفْ(٢)
  وَمَا أنتَ إن قِيلَ أينَ الفَتَى ... لِسَدِّ الثُّغُورِ وحَمْلِ الكُلَفْ
  وعِنْدَ انتِطَاحِ كِبَاشِ الهِيَا ... جِ أتُردِي الكَمِيَّ وتَحمِي السِّنَفْ(٣)
  وتُضفِي على الأقربين الجَنَا ... حَ وتَستُرُهُم بِفَضُولِ الكَنَفْ
  فَأهونُ من ضَيعَةِ الأقَرَبِيـ ... ـنن على الحُرِّ فاحفَظْهُ عضُّ الرُّضَفْ(٤)
  وَكُن جَبَلاً عَاصِمَاً للمُضَا ... فِ إذا رَاعَ ريْعاَنُهَا ثُمَّ خَفّْ
  وَجُدْ بالنَّوَالِ أَمَامَ السُّؤاَ ... لِ وكُفْ عند إِقشَاعِ ما قد وَكَفْ(٥)
  فَلَيس النَّمامِي كالهبْزَرِي ... ولا الشِّمَّرِي كمثلِ الألِفْ(٦)
(١) القِطقط بالكسر: المطر الصغار، أو البرد الصغار. وشفان: أي برد وريح.
(٢) القَشَفُ، مُحرَّكةً: قَذَرُ الجِلْدِ، ورَثاثَةُ الهَيْئَةِ، وسُوءُ الحالِ، وضِيقُ العَيْشِ.
(٣) السِّنف بكسر السين وفتح النون: جمع سِنفة: وهي الجماعة أو الصنف.
(٤) الرضف: الحجارة الحارة.
(٥) كُف: فعل أمر من وكَف إذا هطل وسال وقطر، والمعنى: جد على الناس بالمال إذا وقفت السحاب عن الوكوف وهو قطر المطر.
(٦) النمامي بالفتح، جمع نمِّي كقمِّي: الدراهم أو الفلوس التي فيها رصاص أو نحاس. والهبزري بالكسر: الدينار الحديد، والذهب الخالص، والجميل الوسيم من كل شيء. والشمري: الرجل الماضي في الأمور المجرب. والألف: الرجل العزب.