القبور التي على باب القبة الجنوبي
  أعاد عليه بلين وبرهان، وكرر ثانياً وثالثاً واضعاً لكل شيء في منزلته، محباً لرضى جميع تلامذته، كارهاً لما يضيق صدورهم، يرى أنه ينال ولا ينالهم.
  إن الزمان بمثله لبخيل ... هيهات أن يأتي الزمان بمثله
  وكان قدس الله روحه مائلاً طبعه إلى الجمع بين الأصول والفروع، مولعاً بالبحث والتدقيق، والإيضاح والتحقيق، محباً لتعليل المشكلات، والفروق بين المتشابهات، مطبوعاً على الأسئلة والجوابات، فلذلك كان سراجاً للشرعيين، شفاء للأصفياء الأصوليين، إنساناً للمتكلمين، إماماً للمجتهدين.
  قال فيه الأمير شمس الدين أحمد بن علي في قصيدة له، وقد ترسل على الباطنية رسالة تسمى القاطعة، وجعلها جواباً على أسئلة واعتراضات وردت منهم على الإسلام وقواعده في العدل والتوحيد، وبالغ فيها عليهم في إبطال مذهبهم.
  لولا عجائب صنع الله ما ثبتت ... تلك الفضائل في لحم ولا عصب
  وكان ¦ سريعاً في مذاكرته، طلقاً في مراجعته، ينحدر انحدار السيل، ويغلي غليان المرجل، قوي العزيمة، عالي الهمة، محباً لإرشاد المتفقهين، مقرباً للقراء والمتدرسين، واقفاً بنفسه على معالم أمور الدين، ومرضاة رب العالمين، رحباً ناديه، سمحاً أياديه، جامعة لصفة الكمال، نشأ وهذه سيرته، وهي سريرته رحم الله مصرعه، ونور مضجعه، آمين.
  قال بعض أولاد الفقيه أحمد بن حميد المحلي: روى لنا الوالد يحيى المذكور من صفة الفقيه العلامة، بدر الدنيا والدين، ثمرة الروضة العليا، وحيد الزمن، جوهرة الشام واليمن، عز الإسلام والمسلمين، محمد بن يحيى حنش، ذكر