إبراهيم بن المهدي بن أحمد جحاف
  الأهنوم إذ ذاك الإمام مجدالدين من آل المؤيد بالله، وكان السيد قاسم بن عاهم أمير العسكر، والسيد إبراهيم والي البلاد، ولمَّا وصلوا إلى أطراف بلاد ظليمة وعُذَر وصل إليهم مشائخ البلاد وأعيانهم وبايعوا للإمام شرف الدين، ورجع الإمام مجد الدين إلى بلاد الشام بغير حرب ولا قتال، كل ذلك بعناية السيد إبراهيم وحسن نظره ومحبته للصلاح وحسن التوسط، ولمَّا قرر أعمال البلاد وولاَّها رجع إلى عند الإمام شرف الدين إلى صنعاء وأقام عنده أياماً.
  ثم أمره بالخروج إلى ظفار وولاَّه أعمال البلاد القبليَّة جميعاً، وفوَّضه في أمورها وبلغ من حسن رأي الإمام في السيِّد أن وضع له علامته الشريفة بخط يده في أوراقٍ متعدَّدة، ليكتب تحت العلامة ما عرف أنه الصَّلاح، وبقي منها بقيَّة، مات السيد وهي عنده وتوارثها أولاده في أيديهم.
  قال السيّد إبراهيم بن يحيى |: ولم يزل على ذلك إلى أن اختار الله له ما عنده، فتوفي في يوم الأحد لأربع وعشرين خلت من شهر رمضان المعظم في الأيام الفاضلة من الشهر الكريم عام أربعة وأربعين وتسع مائة سنة، وذلك بمحروس ظفار، وقبره مشهور مزور عند باب مشهد الإمام المنصور بالله عبد الله بن حمزة من جهة الغرب.
  وكان والده إذ ذاك مريضاً مدنفاً - أعني السيِّد الفاضل المهدي بن أحمد - فكتم أولاده عنه الخبر لئلا يجتمع عليه غمُّ ذلك مع كرب المرض، قال: وروى أن السيّد المهدي | أفاق إفاقة فقال لهم: ما أتاكم من خبر من الوَلد إبراهيم؟ فقالوا: خير، فقال: قد أتاني من عزَّاني فيه، وقد توفي فعلموا أن ذلك