علي بن أحمد بن الحسين بن مبارك الأكوع
  هو سيد الشيعة وإمامهم وحجتهم، كان عمار زمانه، وسلمان أوانه، بطانة خالصة لآل محمد ÷ بقول وفعل، ناصر الإمام المنصور بالله وشاركه في فعله المشكور، وكان اجتماعه به بشوابة بعد الرؤيا الصالحة التي رآها، ولم يزل مصاحباً للإمام في المنشط والمكره، وباشر معه الحروب، وتجلت به الكروب، مع خوضه للغمرات وتوليه لعالي المقامات، وقرأ على الإمام كثيراً من العلم، وقرر مذهب الإمام، وجمع كتاب الاختيارات المنصورية عن أمر الإمام حتى بلغ في تحريرها إلى كتاب الكفاءة، وكان ذلك بعد قراءة على الإمام عظيمة في شمس الشريعة تأليف شيخ الإسلام ركن الدين سليمان بن ناصر الدين | ابتدأ ذلك في غرة شهر ربيع الآخر من شهور سنة إحدى وستمائة بحصن ذي مرمر.
  ولما بلغ كتاب الكفاءة نجم ناجم العجم فحطوا على ظفار فخرج الفقيه جمال الدين لمظاهرة الوالي في ظفار من قبل الإمام وهو مولاه الشيخ دحروج بن مقبل |، وقد كانت الأبصار زاغت والأنصار ارتاعت، فخرج في نحو أربعين من الشيعة، وهو رئيسهم فخذل الله العجم، وفي ذلك يقول الإمام # قصيدته المشهورة في مدحهم، وقد نقلناها فيما سبق، أولها:
  ظفرت بمدح المادحين ظفار ... لما حمى عرصاتها الخيار
  وكان القاضي أحد حفاظ المذهب المنصوري.
  وكتابهُ الاختيارات المنصورية كتاب جليل، وللإمام فتاوى عدة غيره، ومما قاله العلامة أحمد بن علي الدواري | في كتاب الاختيارات شعراً:
  ليت المرادات جاءت باختياراتي ... إذاً لَتَمَّ كتاب الاختيارات