الإمام صلاح الدين محمد بن علي
  وقد أجمع على سعة علمه كبار علماء الزيدية وغيرهم من الناس، وكان والده قد أشار بالخلافة إليه، وعلمه، وفضله، وزهده، وشهامته وشجاعته، وكرمه أشهر من الشمس السائر، والفلك الدائر.
  قال في أنباء الزمن: اجتمعت الهدوية على إمامة صلاح الدين وبايعوه بظفار، فدوّخ الأقطار، وجاهد البغاة الأشرار، وخطب له في الصفراء وينبغ وحلي وتهامة والشحر.
  وكان الإمام صلاح الدين شديد الإنكار على المفسدين، كبير الحمِيَّة على الدين، وكان يخرج بعض الليالي ومعه أصحاب متنكرين لتفقد أحوال الناس، ومن وجد منه العكوف على ما يوجب الحد الشرعي أقامه عليه.
  وكان يتفقد الفقراء والمساكين، ويتحرّى وضع الحقوق في مواضعها، ورأى بعض الأيام بين يديه خمسمائة رجل من السادة والفقهاء لابسي الأجواخ ونحوها فقال: الحمد لله الذي جعل أموال الله في أهلها.
  وكانت ضربة النقود التي يتعامل بها في أيامه فضة خالصة ليس فيها نحاس إلا قليل، البقشة نصف قفلة، مكتوب فيها: (﷽ لا إله إلا الله الإمام صلاح الدين).
  وذكر زبارة في أئمة اليمن من مآثر الإمام الناصر في ظفار:
  بناء قصر ظفار، وأنه لم يكن لذلك القصر نظير في اليمن إلا القصر الذي بناه المؤيد الرسولي في تعز.