طبقات الزيدية الكبرى،

إبراهيم بن القاسم المؤيد الشهاري (المتوفى: 1153 هـ)

محمد بن عبد الله الغشم

صفحة 1018 - الجزء 2

  قرأ على الإمام القاسم بن محمد، وعلى ولده الإمام المؤيد، وعلى غيرهما، وتتلمذ له جماعة.

  قال القاضي: كان فاضلا، عالما، عاملا، عارفا باللّه، عازفا نفسه عن هواها، على طريقة الزهاد وأرباب الرياضة العباد، ولقد نفع وتم به النفع، وتفقه به خلائق، وكان يرتحل إلى الفضلاء، ويقرأ على الشيوخ، ويمر على العامة ويعلمهم، وكان لا يرفع طرفه إلى أحد، وكتب تفسيرا بخطه.

  قلت: ونقلت من خط والدي القاسم بن المؤيد ما لفظه: فائدة عظيمة كتب مولانا الإمام المنصور باللّه القاسم بن محمد عادت بركاته إلى القاضي محمد بن عبد اللّه الغشم ما لفظه بعد البسملة والحمدلة: الأخ في اللّه سبحانه وتعالى، الفقيه محمد بن عبد اللّه الآنسي الملقب بالغشم، أيده اللّه بلطفه الخفي، وبعد، فصدر لك هدية مقبولة، وعطية محبوبة، وهو ما بلغنا عن الإمام المنصور باللّه القاسم بن علي العياني في وصيته لأولاده يرفعه إلى النبي ÷ «أن اللّه خبأ ثلاث في ثلاث، خبأ وليه في صالح عباده، فإذا رأيت عبدا فلا تحقره فلعله ذلك الولي وأنت لا تعرف، وخبأ رضاه في أنواع البر فإذا أتيت برا فلا تحقره فلعل فيه رضا اللّه وأنت لا تعرفه، وخبأ سخطه في أنواع المعاصي فإذا رأيت معصية فلا تحقرها فلعل فيها سخط اللّه وأنت لا تعرفه»، انتهى بلفظه من خطه.

  قال السيد مطهر: وكان زاهدا، ورعا، قدوة، وكان لا يسكن موضعا قبل أن يسكن لاعة، ثم سكن موضعا منها يقال له بني الذواد، واختارها وطنا وتزوج فيها، وبها توفي سنة ثلاث وأربعين وألف، وقبره مشهور مزور.