الهادي بن الجلال
  رحل إلى تعز لسماع الحديث فسمع على العلامة علي بن محمد العقيبي فسمع عليه البخاري ومسلم وغيرهما، وكانت قراءته عليه قراءة محققة متقنة، ثم أجازه جميع مسموعاته ومستجازاته، ثم قرأ في إب على العلامة عبد القادر بن زياد الجعاشي(١) فسمع عليه (صحيح البخاري) في سنة إحدى وستين وألف، وقرأ (سنن أبي داود) على شيخه إسحاق بن إبراهيم جمعان قراءة منه عليه لبعضها ومناولة وإجازة للجميع بمدينة إب، وحزامه(٢) في صفر [بياض في المخطوطات]، وكان سماعه على العقيبي في سنة اثنتين وستين وألف، وروى (موطأ مالك) عن العلامة علي بن مرجان قراءة.
  قلت: وستأتي طرقهم مستوفاة، وأجل تلامذته الحسن بن الحسين بن القاسم، وشيخنا الفقيه أحمد بن ناصر بن عبد الحفيظ المهلا، واستجاز منه، وقرأ عليه بعض كتابه (نور السراج)، وقرأ عليه السيد يحيى بن علي الحسني، وغيرهم.
  كان السيد عالما محققا ثقة ثبتا، مقرونا(٣) بالصلاح، رحل لسماع الحديث، وحصل الكتب بخط يده، وكان يميل إلى الخمول، ثم سكن في ذمار، وله تأليف كتاب يسمى (نور السراج)(٤) جعله على أبواب الفقه واستكمل فيه (البخاري)، وله (شرح على الأسماء الحسنى)(٥).
  قال شيخنا: يلوح من عبارته أنه مع الأشعرية ما عدا الكسب، ويقال: أنه كان
(١) في (أ): الجعاشني.
(٢) كذا في النسخ.
(٣) في (ب) و (ج): معروفا.
(٤) لم أقف له على نسخة خطية.
(٥) لم أقف له على نسخة خطية.