أحمد بن محمد النجري
  السيد، السند، العلامة طلب من المحب إجازة، فيما تلقاه بجنب أولئك الأعلام من شيخنا المذكور، فأردت الامتناع، لقصور الباع وقلة الاتساع، ومعرفتي بقدري، وقصور ذرعي، لكني لما سمعت قوله ÷: «رب حامل فقه إلى من هو أفقه منه»(١) تجاسرت وأجزت لسيدي المذكور ... الخ.
  قلت: قوله (بجنب أولئك الأعلام) لأن القاضي أجاز له لما أجاز للإمام المؤيد باللّه محمد بن المتوكل، وصنوه أحمد، وأشياعهما من العلماء الأعلام، وأمروا الفقيه أحمد الضبوي أن يستحث القاضي بأبيات منها:
  ألا قل لشمس الدين علامة الورى ... ومن هو للعلياء فينا طرازها
  لقد طال منا الانتظار لوعده ... أما آن منه للوعود نجازها
  فكم يتقاضاك الإجازة عصبة ... يزيد على ضبط العلوم احترازها
  إلى آخر الأبيات، وكان الضبوي فقيها، فاضلا، ثبتا، أديبا، منشئا، بليغا(٢)، وكانت وفاته في سنة ست أو خمس عشرة ومائة وألف سنة.
١٠٠ - أحمد بن محمد النجري(٣)
  [... - ...]
  أحمد بن محمد النجري، المعروف بالنساخ، الفقيه، المقري، الخباني.
  أخذ في الفقه على الفقيه حسن بن محمد النحوي، وحكي بعض الشيوخ أن العلامة النحوي المذكور أجاز له تعليقه على (اللمع) التي كان امتنع القاضي من
(١) الحديث أخرجه أحمد بن حنبل (٣/ ٢٢٥، ٤/ ٨٠، ٨٢)، والطبراني (١٧/ ٤٩) وابن أبي عاصم (١/ ٤٥) وهو في مسند الشهاب (١٤٢١) والترغيب والترهيب (١/ ١٠٨، ١٠٩)، وتهذيب تأريخ ابن عساكر (٣/ ٢٦٤، ٧/ ٢٩١) وفي مصادر كثيرة انظر موسوعة أطراف الحديث النبوي (٥/ ١١٣).
(٢) في (ب): فقيها عالما فاضلا تقيا أديبا منشئا بليغا، وفي (ج): فقيها فاضلا لبيبا أديبا منشئا بليغا والرامي بأشدهم مصيب
(٣) الجواهر المضيئة ترجمة (١١١)، مطلع البدور (خ)، مآثر الأبرار (خ)، إجازات الأئمة (خ).