فصل فيمن اسمه أحمد
  عامة كما سيأتي ذكره إن شاء اللّه تعالى.
  قلت: وقرأ عليه جماعة كثير منهم: علي بن محمد بن علي بن يحيى [بن](١) المؤيد ومؤلف الترجمة في أواخر (المجموع الحديثي)، وأجازه (المنهاج الجلي(٢) في فقه زيد بن علي)، [وكتبها](٣) بخطه في سنة خمس عشرة ومائة وألف، وغيرهم من العلماء والشيعة وخاتمة تلامذته مولانا ضياء الدين المحسن بن المؤيد باللّه محمد بن الإمام المتوكل على اللّه فإنه أجازه إجازة عامة في سنة سبع ومائة وألف.
  قلت: كان القاضي من علماء الشيعة الأخيار، والثقة الثبت في خبره والأخبار، عالما، عاملا، فاضلا، أديبا، نبيلا، كان جارودي المذهب، كما يعبر عنه القوم برافضي غال ونحو هذا المطلب.
  قلت: ثم رجع إلى مذهب أكثر الأئمة وشيعتهم ومن وافقهم من علماء الأمة بالقول بالتوقف عن السب، وهو ما يعبر عنه القوم بشيعي جلد أو نحوه في الأغلب، كان مسكنه بلاد الحيمة أولا، ثم لما قام الخليفة المهدي وعارضه سيدي المولى يوسف بن الإمام المتوكل على اللّه، وقام القاضي معه أتم قيام(٤) أخرب الخليفة بيته، وانتهب كتبه النفيسة، وغير ذلك. فسكن صنعاء، ثم حبسه في صيرة بكسر الصاد وسكون التحتية ثم مهملة فهاء جزيرة خارج عدن(٥)، ثم أخرجه وولاه
(١) سقط من ب.
(٢) في (ب، ج): وأجازه في المنهاج الجلي.
(٣) سقط من (ب).
(٤) في (ج): القيام.
(٥) صيرة موضع بعدن مشهور (جبل شرق مدينة عدن) فيها حبس القاضي أحمد بن ناصر بن عبد الحق المخلافي | في أول القرن الثاني عشر فقال:
إن تغشني في صيرة ... كرب أتت متوالية
فلسوف يعقب فجرها ... والفجر يتلو الغاشية
(معجم الحجري).