جعفر بن أحمد بن عبد السلام
  اللّه عليه وآله وسلم - كان لا يلحن فعاب ذلك عليه شيخنا(١)، وامتنع من الرواية [عنه](٢) وقال إني لا آمن أن يكون في هذه الأخبار شيء أصلحه على خلاف ما رواه عن شيوخه، انتهى.
  وقال القاضي أحمد: هو القاضي الحجة، شيخ الإسلام، ناصر الملة، وارث علوم الأئمة الأطهرين(٣)، شيخ الزيدية ومتكلمهم ومحدثهم، وعالم الزيدية ومخترعها وإمامها، انقطع إلى الزيدية ورحل إلى العراق، وكان من أعضاد الإمام أحمد بن سليمان وأنصاره، وطال ما ذكرهما الإمام المنصور باللّه واحتج بكلامهما(٤)؛ فيقول قال الإمام والعالم، أفتى بذلك الإمام والعالم، ذكر الإمام والعالم، وقد قيل:
  على أهل اليمن نعمتان في الإسلام والإرشاد إلى مذهب الأئمة $ الأولى للهادي # والثانية القاضي جعفر؛ فإن الهادي # استنقذهم من الباطنية والجبر والتشبيه، والقاضي له العناية العظمى(٥) في إبطال مذهب التطريف، ونصرة البيت النبوي الشريف، وإلى ذلك أشار السيد صارم الدين في (البسامة) بقوله:
  وجعفر ثم إسحاق له نصرا ... في عصبة وزر ناهيك من وزر
  ارتحل إلى العراق وهو أعلم من باليمن، ثم انقلب عنه وليس فيه أعلم منه، وله مصنفات في كل فن [كان](٦) عليها اعتماد الزيدية في وقته، وله تلامذة مشاهير وكان له مدرسة بسناع(٧)، وعارضه المطرفية بمدرسة أخرى في جانب المسجد
(١) في (ب) و (ج): شيخنا القاضي.
(٢) سقط من (ب) و (ج).
(٣) في (ب): المطهرين.
(٤) في (ب): بكليهما.
(٥) في (ب): الغاية العظمى.
(٦) زيادة في (أ).
(٧) سناع: قرية شرقي (حدة) على بعد (٨) كم من صنعاء. وكانت هجرة علم قديمة درس بها العلماء والأفاضل، وقبورهم شاهدة بذلك منا قبر صاحب الترجمة (معجم المقحفي ص ٢١٤).