الحسن المهول
  قلت: كان آية زمانه، زهدا، وعلما، وفطانة، وذكاء، وفهما، دقيق النظر، جليل الخطر، حافظا، محققا، ومبرزا في جميع العلوم مدققا، امتنع من القضاء وتعفف من الأكل من بيت المال أيضا، بعد أن أذن له إمام عصره المتوكل على اللّه إسماعيل بن القاسم فيما(١) أخذ في مبتدأ الأمر وأذن في ذلك وفي غيره، وكان ذا ثروة، ومال طين يباشره(٢) بنفسه في أكثر الأوقات، ومع هذا فما ترك التدريس في جامع شهارة إلى قبل موته بثلاثة أيام، وهي أيام مرضه حتى توفي ثالث شهر رمضان سنة خمس عشرة ومائة وألف، ودفن في صرح الجامع الغربي علي يسرة الداخل من باب الصرح - رحمة اللّه عليه وسلامه -.
١٦٧ - الحسن المهول(٣)
  [... - ٥٧٠ هـ ق]
  الحسن بن عبد اللّه بن محمد بن يحيى الحسني، السيد تاج العترة الملقب بالمهول.
  سمع (أمالي أحمد بن عيسى) المعروف بالعلوم عن الشيخ محمد بن محمد بن غبرة الحارثي بالكوفة في ربيع سنة خمس وخمسين وخمسمائة، وروى أمالي المرشد الخميسية على القاضي أحمد بن أبي الحسن(٤) الكني، قال: بقراءته علينا في ذي القعدة سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة، ورواهما عنه: الأمير بدر الدين محمد بن أحمد بن يحيى بن يحيى، ذكره المنصور باللّه في مشيخته، وعمران بن الحسن.
  كان سيدا جليلا [عالما](٥) إماما، عماد الدين، وتاجا(٦) في العترة الأكرمين، سمع
(١) في (ب): فلما.
(٢) في (ج): ومال وطين.
(٣) الجواهر المضيئة (خ)، إجازات الأئمة (خ).
(٤) في (أ): القاضي ابن أبي الحسن الكني.
(٥) سقط من (أ) و (ج).
(٦) في (أ) و (ب): وتاج.