طبقات الزيدية الكبرى،

إبراهيم بن القاسم المؤيد الشهاري (المتوفى: 1153 هـ)

سعيد بن صلاح الهبل

صفحة 467 - الجزء 1

  المتوكل على اللّه يروي من معين علومه الكثير الطيب، ولا يزال يعطر المجالس بذكره.

  فإن القاضي كانت سجاياه نبوية، وأخلاقه علوية، كان لأصحابه كأحدهم يمازحهم ولا يقول إلا حقا.

  وقال السيد مطهر: كان للقاضي كثرة أتباع في بلاد صعدة وتهامة، وكان محققا، علامة، يملي غيبا ولا يحتاج إلى كتاب، ولقد أخبر رجل من مشايخ المشرق وصل إلى عند الإمام القاسم إلى شهارة فدخل على الإمام في بعض الأوقات فقال:

  يا شيخ من أين أقبلت؟ وأين كنت؟ قال: كنت في الجامع انظر فقيه شيبة يرصف⁣(⁣١) ملان الجامع علماء وكلهم كتابه بين يديه، وهذا الشيبة كتابه في بطنه، ويرد عليهم من بطنه، فضحك الإمام # ثم قال: هو واللّه [كذلك]⁣(⁣٢) كما قال الشيخ مملوء علما، أو كما قال، وكان هذه صفته يجعل أهل النسخ حلقة واسعة ثم يقعد في وسطهم ويملي عليهم كأنما يغرف من بحر ولا يفتح كتابا، وكان فيه زهد خفي، وورع شحيح.

  قال القاضي: وكان وفادته إلى الإمام إلى بلاد الأهنوم⁣(⁣٣) فأجله الإمام وتنقّل في البلاد للعلم والجهاد، ثم سكن صعدة بأولاده، ثم عاد شهارة وفيها⁣(⁣٤) كانت وفاته آخر شهر شوال سنة ١٠٣٧ هـ وقبر بالسرار⁣(⁣٥) من شهارة، وقبره بها مشهور مزور،


(١) في ب: يرصّ.

(٢) سقط من ب.

(٣) في (ج): هنوم.

(٤) في (ج): وبها.

(٥) السرار: مقبرة واسعة تتوسط مدينة شهارة، بها قبور عدد كبير من العلماء، قيل إن بها أكثر من أربعمائة عالم مجتهد، وقد أهملت وخربت أسوارها، وتكسرت شواهد قبورها للأسف (المحقق).