عبد الهادي الحسوسة
  محمد لما اجتمع به في ذيبين قال: ظني أن عبد الهادي أوسع علما من أبي الهذيل [بل] لأنه اطلع على ما حصله أبو الهذيل وغيره، وكان مطلعا على قواعد البهشمية لا يند عنه منها شيء، ولا يخفى عليه شيء من أحوال هذا العلم الكلامي، يحفظ قواعد أهله وأخبارهم، إذا أملى في ذلك أنعم الإسماع ومع ذلك فهو في علم آل محمد الخريت الماهر عن سماع ورواية.
  روى شيخنا أحمد بن سعيد بن صلاح الهبل لما بلغه أن عبد الهادي درس في مجموع القاسم الرسي، فقال: ليس هو من كتب المعتزلة كالمعرض بعبد الهادي أنه لا يعرف علم الآل، فبلغ ذلك القاضي عبد الهادي فضجر(١) وقال: واللّه إني لأعرف علم آل محمد، وأبوه القاضي سعيد في (بدبدة) غير متعلق بالعلم أو كما قال، وكذا روي أنه ذكر بعض تلامذته شيئا من أحواله فنسب [إليه](٢) الميل عن أمير المؤمنين علي # فاتفق أن القاضي أملى في فضائل أمير المؤمنين مما لا يعرفه إلا هو وأجاد وأتى بكل [شيء](٣) عجيب وغريب، وكان في التلامذة الفقيه علي بن يحيى الشارح، وكان شيعيا، فقام وحجل على رجله، فسألهم القاضي عن سبب ذلك فأخبره(٤) بما قيل فبكى وتحرم من ذلك القائل رحمة اللّه عليه، وكان القاضي أحمد بن سعد الدين يعطر بذكره المجالس، وولي القضاء بصنعاء المحمية فتم بسعيه أمور عظيمة للإسلام بحذاقة ومهارة وصناعة خارقة، وبلغ في السياسة(٥) ما لم يبلغه أحد، وانتقل من صنعاء إلى ثلاء في أوائل مرضه، انتهى.
  وقال القاضي الحافظ: هو القاضي، العلامة، أوحد دهره(٦) وفريد عصره، وجيه
(١) في (ج): وضجر.
(٢) سقط من (ب).
(٣) زيادة في (ج).
(٤) في (ج): فأخبروه.
(٥) في (ب) و (ج): وله في السياسة.
(٦) في ب: واحد دهره.