عبد الله بن حمزة بن سليمان
  مولده في ربيع الآخر سنة إحدى وستين وخمسمائة بقرية عيشان من ظاهر بلاد همدان، تربى في حجور الطاهرات، ونشأ مقتديا بالآباء(١) والأمهات فسلك منهاج آباءه، ونشأ على العفة والطهارة من ابتدائه إلى انتهائه، ما عرف في حال صغره اشتغالا بشيء من اللعب كعادة الصبيان، وكان والده قد ربى أولاده على الطهارة والعفة(٢) والمرابطة على التعليم والدراسة، فكان له # التبريز عليهم، ولما ختم القرآن قرأ في اللغة والنحو وبلغ فيهما مبلغا عظيما، ثم تقدم إلى سناع للدراسة على شيخه حسام الدين الحسن بن محمد الرصاص فقرأ عليه علم الكلام، وأصول الفقه وفروعه والأخبار المأثورة عن النبي ÷ فأدرك ما لم يدركه غيره في هذه الفنون وبلغ مبلغا قصر عنه المجتهدون، انتهى ما ذكره الشيخ محيي الدين حميد بن أحمد.
  وقال # في (الشافي) بعد كلام طويل: وإذا قررنا هذه القاعدة فلنذكر أسانيد ما نروي طرقه ولنبدأ من ذلك بما رويناه مما روته فقهاء العامة جملة واحدة ولنرجع إلى تلك الجملة بما رويناه، ونلحق منها كل فرع بأصله، وما رويناه عن آباءنا $ وعن علماء شيعتنا عيناه بسنده، ليقع التمييز بين الروايتين وتلزم الحجة باجتماع الثقلين، فالحق لا يعدو عند أهل الإسلام على سبيل الجملة إحدى هاتين الطائفتين وكل يدعي ذلك لنفسه فإذا اتفقوا على أمر واختلفوا في آخر، كان ما اتفقوا عليه أولى بالاتباع مما اختلفوا فيه فليس برد الحق ينتصر الناصر، ولا بدفع الأدلة ينتفع المكابر، فأقول وباللّه التوفيق ومنه نستمد المعونة والتسديد: أخبرنا الفقيه الفاضل بهاء الدين علي بن أحمد بن الحسين المعروف
(١) في (ج): بالأخيار من الآباء والأمهات، وفي (أ): مقتديا بالأخيار من الأمهات.
(٢) في (ب): العبادة.