عز الدين بن دريب
  قلت: وأجل تلامذته القاضي أحمد بن صالح، أجاز له إجازة عامة، والسيد العلامة محمد بن إبراهيم بن مفضل، وغيرهما.
  قال القاضي: هو السيد العلامة النسابة، الفاضل، الحري بأن يسمى بالأمير بهاء الدين، كان سيدا سريا، فاضلا، عارفا بالفقه مشرفا على غيره، ممتلئا من الوقار والحشمة، وهو من بلد الحمالة من خارج صبيا(١)، وكان مسعودا ميمونا، رحل إلى صعدة فقرأ بها وتم له فضل، وعرف بالعلم، ثم لازم السيد أحمد بن محمد لقمان، واختص به كلية الاختصاص وانتفع [به](٢)؛ وذلك بسبب سكون السيد عزّ الدين في الطويلة، فإنه سكنها(٣) وولي أمورها وتحول، [وكان هو المرجع لأهل الإقليم في القضاء والفتيا والسياسة، والولاية، نافذ الكلمة رحب الفناء وبنى](٤) بالطويلة جامعا عظيما، ووقف عليه أوقافا، وكان له خزانة كتب اجتمع فيها ما لم يجتمع عند نظرائه، أكثرها بخطوط المصنفين، من كتب المؤلفين والمخالفين، وله معرفة بأنساب أهل البيت، وسماع في الحديث، وله كتاب في الأصول يجري مجرى الشرح ثلاثين مسألة(٥)، وله على الأنساب اطلاع، ولما توجهت العساكر إلى حضرموت صحبة(٦) سيف الإسلام أحمد بن الحسن، كان أحد الأعضاد.
  قلت: وأخبرني ولده مكاتبة، بعد أن ذكر قراءته ومن أجاز له فقال: وله (فتاوى وجوابات واسعة)، وله (تعليق على هداية ابن الوزير)، وله تعليق يسمى
(١) صبيا: مدينة شمال جيزان على بعد (٤٠) كم (الويسي اليمن الكبرى ص ١٣٥).
(٢) زيادة في (ج).
(٣) في (ج): سكن فيها.
(٤) ما بين المعقوفين سقط من (ج)، وهو في (أ) و (ب).
(٥) ذكره بن أبي الرجال أيضا ولم أعثر له على نسخة خطية.
(٦) في (ج): صحب.