علي بن حرب
  خلال الأبواب غير المشاكلة لها مرتبة، ولقد سألني غير واحد ما باله # لم ينظمه نسقا واحدا، يتبع كل فن منه فنا، فأجبته بأن أمره كان أشهر وأدل أن يغبى عذره، وذلك أنه كان جليس فرسه(١) وضجيع سيفه ليلا ونهارا(٢)، جاهدا مجتهدا، فكلما وجد فينة أو اغتنم في أيامه فرصة(٣)، أثبت الفصل من كتابه، ورسم الباب من أبوابه، فخشيت إذ ذاك أن يفزع إليه ذو النازلة، ويرومه باغي الفائدة، فتغبى عليه فائدته، ويظن أن المؤلف # أغفلها فألحقت كل فن ببابه واتبعت كل فرع بأصله مع أني ما زدت في ذلك حرفا ولا نقصت من معناه شيئا. انتهى.
  قال القاضي: هو العلامة الفاضل الحافظ إمام أهل الشريعة.
  قال الشيخ أبو الغمر: قرأت في بعض كتب اليمانيين أنه صحب الهادي # وابنيه - يعني - أحمد ومحمد ®، وظهر فضله في أشكاله، وأبناء زمانه، ونطق أثره ببرهانه، وقد روت الزيدية عنه كثيرا من أخبار الهادي للحق، وقد كانت له ولابن أبي الفتح، وابن الظهري، وأحمد بن عبيد المعلم، ومحمد بن مأتي(٤)، عناية بالرواية، وقراءة كتب آل محمد ÷، وسماع الحديث عنهم وعن شيعتهم، وقد يوجد ما يدل على ذلك في مواضع وقد روى كتاب الأحكام الذي وضعه الهادي # في أصول الدين وفي(٥) أصول الفقه خاصة ورتبه ترتيبا حسنا، ومن كلامه في صدره ما يدل على طبقته في رجال العلم وأهل النباهة والنبالة في الدين، وكذلك رواه محمد بن أبي الفتح ومحمد بن طالب عن محمد بن يحيى # أيضا، وابن أبي حريصة قد صنف كتبا أخرى
(١) في (أ): حربته.
(٢) في (أ): كهلا ومهدا.
(٣) في (ج): في أيامه فرصا.
(٤) في (ب): محمد بن طالب، وفي (ج): وأحمد بن طالب.
(٥) في (ج): وأصول الفقه.