طبقات الزيدية الكبرى،

إبراهيم بن القاسم المؤيد الشهاري (المتوفى: 1153 هـ)

علي بن عبد الله الصائدي

صفحة 762 - الجزء 2

  الشريعة، وإمام أهل الحقيقة على الحقيقة.

  قال⁣(⁣١) في الصلة: هو سلطان العلماء [الألباء]⁣(⁣٢) وملاذ علماء الأمصار، لم يبلغ أحد في وقته ما بلغ ولا انتهى إلى ما انتهى، جمع الفضائل عن يد، وحاز الكمال وانفرد، لم يبلغ الحلم حتى صار عالما، محققا، مصنفا، ولم يبلغ عشرين سنة إلا وقد صار مجتهدا بالعلوم⁣(⁣٣) أصولها وفروعها، وله في كل فن تصنيف في الأصولين والفروع، والرد على المجبرة، والملاحدة، وغيرهم، وعلوم المعاملة والزهد، وحكايات الصوفية ومصنفاته زهاء خمسة وأربعين موضوعا⁣(⁣٤)، ولما بلغ في العلوم المنتهى جاءه مخاطب التوفيق والارتقاء إلى سنام التحقيق، فعكف على كتب التقوى واليقين، وواظب عليها مدة من السنين، وراض نفسه رياضة يعجز عنها من عرفه، فهو إمام أهل الشريعة وشيخ أهل الطريقة.

  قال تلميذه إبراهيم بن أحمد: عندي أن علي بن عبد اللّه أبلغ من عبد الجبار وأغزر علما وأعظم فهما، وكان شيخ إبراهيم في زهده وورعه وقدوته بأفعاله وأقواله، وكان لا يفارقه الفينة بعد الفينة، لما يرد عليه من مسائل الشريعة وطرائق أهل العبادة والذكر، وما يرد عليه من أحوال المريدين وما يطرأ عليهم من الشبه، فيحلها بعلم وتجربة، وكيفية التلقين [موجود]⁣(⁣٥) في خزانة إبراهيم الكينعي.

  قلت: بل موجود في خزانتنا وللّه الحمد، وهو أنه يرويه الفقيه إبراهيم عن شيخه علي بن عبد اللّه، عن شيخه أحمد بن محمد النساخ، بسند متصل بعلي # أنه جاء إلى رسول اللّه ÷ فقال: (دلني على أقرب


(١) في (ج): وقال.

(٢) سقط من (أ) وهو في (ج): سلطان العلماء الأبرار.

(٣) في (ج): في العلوم.

(٤) انظر مؤلفاته في كتابنا أعلام المؤلفين الزيدية وفهرست مؤلفاتهم.

(٥) سقط من (ب).