الإمام علي بن المؤيد
  بن يحيى بن يحيى الهدوي، القاسمي، الحسني، اليمني، الإمام الهادي لدين اللّه، ولد سنة سبع أو ست وأربعين وسبعمائة.
  نشأ على ما نشأ عليه آباؤه الكرام؛ فقرأ في العلوم، وكان من جملة تلامذة القاضي عبد اللّه بن حسن الدواري.
  قال في الإيضاح: وقرأ أيضا على الإمام صلاح الدين صلاح بن علي، وقال غيره: وهو من جملة تلامذة القاضي محمد بن حمزة بن مظفر، وله تلامذة أجلاء فمن تلامذته: المنصور باللّه الناصر بن محمد بن ناصر بن الإمام المطهر بن يحيى $ والفقيه يوسف بن أحمد، والفقيه أحمد بن داود بن يحيى بن محمد بن صالح الآنسي، والسيد محمد بن الداعي وأحمد بن علي بن أبي الفتح، والقاضي أحمد بن سليمان النحوي.
  كان الإمام مبرزا في علم الكلام والفروع ومطلعا في سائر العلوم، ودعا من هجرة قطابر بعد حبس الإمام المهدي أحمد بن يحيى بثلاث سنين بناء على الإياس من خروجه [وذلك سنة سبع أو ست وتسعين وسبعمائة وكان قبل ذلك أقام بصعدة أربع سنين يسمع الخطبة للإمام المنصور باللّه](١)، وكان بينه وبين الإمام المهدي أحمد بن يحيى مودة كاملة، واتفقا بعد خروج الإمام من الحبس إلى فللة.
  قلت: سنة اثنتين وثمانمائة، فدخلا صعدة ويقال أن الإمام المهدي سلم الإمامة للهادي وبايعه بل اتفقا ولم يسلم أحدهما للآخر، ثم رجع الإمام الهادي إلى فللة، وكان في الكرم والشجاعة في الغاية القصوى، وله فضائل وفواضل جمة ولم يزل يتردد في البلاد إلى أن توفي بفللة يوم عاشورا من سنة ست وثلاثين وثمانمائة، ودفن
(١) ما بين المعقوفين سقط من (أ).