السين المهملة في الآباء
  الأدلة والشواهد، فوجدتها مطابقة لها، هكذا ذكر، والذي ذكره في أول الروضة المذكورة وهو محمد بن أحمد بن سلامة بن أبي الجيش، قال: وبعد فإني لما قرأت كتاب اللمع على الفقيه بدر الدين ونبه على غامضه ودقيقه، وأبلغ الوسع في إيضاحه وتحقيقه، اجتهدت في نقل ما أوضحه لنا من المشكلات، واعتنى بتلفيقه(١) من المختلفات، ثم إنه تشكك(٢) بعد ذلك فيما نقله من الكتب ولم يجزه لنا، وكذلك ما نقلناه من أنظاره وترجيحه حجره علينا، فعرضنا ذلك على كتاب التقرير، والصفي، وشرح الإبانة وزوائدها، وتعليق القاضي زيد، وغيره من الكتب المذكورة في هذه المذاكرة إلى آخر ما ذكره، انتهى.
  قال القاضي: هو العلامة، المذاكر، المجتهد، العبادة(٣) المشهور، أويس زمانه وسابق أقرانه، امتلأ صدره بتعظيم اللّه وتجليله وبالفضائل، فدرس العلوم باليمن ثم رحل إلى مكة المشرفة فلقي الفضلاء من المؤلفين والمخالفين، وعلمه واسع كثير، اشتهر على ألسن المحققين اجتهاده وصرح بذلك السيد صارم الدين في حواشيه على فصوله، وسماه الفقيه يوسف بإمام المذاكرين، وكان هجيراه تلاوة القرآن، وكان ورعا لم يمس من الدنيا شيئا مع إمكان ذلك، ولم يقبل من أحد(٤)، وكان متمكنا من تركيب الأوفاق على أكمل صورة وأحسن موافقة، وسكن بجهات متعددة فسكن بصعدة وسكن قرية قملا مدة ولعله لقي ابن معرف، وسكن بالمثة ونزل إلى الجب بجيم موحدة من جهات تهامة فتغيب (اللمع) [هنالك](٥)، وكان
(١) في (ب) و (ج): بتلقيه.
(٢) في (ج): شكك.
(٣) في (أ) و (ب): هو العبارة المشهورة.
(٤) في (ج): من أحد شيئا.
(٥) سقطت من (ج).