نهج البلاغة (خطب وكلام أمير المؤمنين أبي الحسن علي بن أبي طالب (ع))،

محمد بن الحسين الشريف الرضي (المتوفى: 406 هـ)

108 - ومن خطبة له # وهي من خطب الملاحم

صفحة 156 - الجزء 1

  ومِنْهَا فِي ذِكْرِ ÷:

  النَّبِيِّ #

  اخْتَارَه مِنْ شَجَرَةِ الأَنْبِيَاءِ ومِشْكَاةِ الضِّيَاءِ وذُؤَابَةِ الْعَلْيَاءِ وسُرَّةِ الْبَطْحَاءِ ومَصَابِيحِ الظُّلْمَةِ ويَنَابِيعِ الْحِكْمَةِ.

  فتنة بني أمية

  ومنها: طَبِيبٌ دَوَّارٌ بِطِبِّه قَدْ أَحْكَمَ مَرَاهِمَه وأَحْمَى مَوَاسِمَه يَضَعُ ذَلِكَ حَيْثُ الْحَاجَةُ إِلَيْه مِنْ قُلُوبٍ عُمْيٍ وآذَانٍ صُمٍّ وأَلْسِنَةٍ بُكْمٍ مُتَتَبِّعٌ بِدَوَائِه مَوَاضِعَ الْغَفْلَةِ ومَوَاطِنَ الْحَيْرَةِ لَمْ يَسْتَضِيئُوا بِأَضْوَاءِ الْحِكْمَةِ ولَمْ يَقْدَحُوا بِزِنَادِ الْعُلُومِ الثَّاقِبَةِ فَهُمْ فِي ذَلِكَ كَالأَنْعَامِ السَّائِمَةِ والصُّخُورِ الْقَاسِيَةِ.

  قَدِ انْجَابَتِ السَّرَائِرُ لأَهْلِ الْبَصَائِرِ ووَضَحَتْ مَحَجَّةُ الْحَقِّ لِخَابِطِهَا وأَسْفَرَتِ السَّاعَةُ عَنْ وَجْهِهَا وظَهَرَتِ الْعَلَامَةُ لِمُتَوَسِّمِهَا مَا لِي أَرَاكُمْ أَشْبَاحاً بِلَا أَرْوَاحٍ وأَرْوَاحاً بِلَا أَشْبَاحٍ ونُسَّاكاً بِلَا صَلَاحٍ وتُجَّاراً بِلَا أَرْبَاحٍ وأَيْقَاظاً نُوَّماً وشُهُوداً غُيَّباً ونَاظِرَةً عَمْيَاءَ وسَامِعَةً صَمَّاءَ ونَاطِقَةً بَكْمَاءَ رَايَةُ ضَلَالٍ قَدْ قَامَتْ عَلَى قُطْبِهَا وتَفَرَّقَتْ بِشُعَبِهَا تَكِيلُكُمْ بِصَاعِهَا وتَخْبِطُكُمْ بِبَاعِهَا قَائِدُهَا خَارِجٌ مِنَ الْمِلَّةِ قَائِمٌ عَلَى الضِّلَّةِ؛