نهج البلاغة (خطب وكلام أمير المؤمنين أبي الحسن علي بن أبي طالب (ع))،

محمد بن الحسين الشريف الرضي (المتوفى: 406 هـ)

109 - ومن خطبة له # في بيان قدرة الله وانفراده بالعظمة وأمر البعث

صفحة 162 - الجزء 1

  الْحَالُ ولَا تَنُوبُهُمُ الأَفْزَاعُ ولَا تَنَالُهُمُ الأَسْقَامُ ولَا تَعْرِضُ لَهُمُ الأَخْطَارُ ولَا تُشْخِصُهُمُ الأَسْفَارُ وأَمَّا أَهْلُ الْمَعْصِيَةِ فَأَنْزَلَهُمْ شَرَّ دَارٍ وغَلَّ الأَيْدِيَ إِلَى الأَعْنَاقِ وقَرَنَ النَّوَاصِيَ بِالأَقْدَامِ وأَلْبَسَهُمْ سَرَابِيلَ الْقَطِرَانِ ومُقَطَّعَاتِ النِّيرَانِ فِي عَذَابٍ قَدِ اشْتَدَّ حَرُّه وبَابٍ قَدْ أُطْبِقَ عَلَى أَهْلِه فِي نَارٍ لَهَا كَلَبٌ ولَجَبٌ ولَهَبٌ سَاطِعٌ وقَصِيفٌ هَائِلٌ لَا يَظْعَنُ مُقِيمُهَا ولَا يُفَادَى أَسِيرُهَا ولَا تُفْصَمُ كُبُولُهَا لَا مُدَّةَ لِلدَّارِ فَتَفْنَى ولَا أَجَلَ لِلْقَوْمِ فَيُقْضَى.

  زهد النبي

  ومنها في ذكر النبي ÷ قَدْ حَقَّرَ الدُّنْيَا وصَغَّرَهَا وأَهْوَنَ بِهَا وهَوَّنَهَا وعَلِمَ أَنَّ اللَّه زَوَاهَا عَنْه اخْتِيَاراً وبَسَطَهَا لِغَيْرِه احْتِقَاراً فَأَعْرَضَ عَنِ الدُّنْيَا بِقَلْبِه وأَمَاتَ ذِكْرَهَا عَنْ نَفْسِه وأَحَبَّ أَنْ تَغِيبَ زِينَتُهَا عَنْ عَيْنِه لِكَيْلَا يَتَّخِذَ مِنْهَا رِيَاشاً أَوْ يَرْجُوَ فِيهَا مَقَاماً بَلَّغَ عَنْ رَبِّه مُعْذِراً ونَصَحَ لأُمَّتِه مُنْذِراً ودَعَا إِلَى الْجَنَّةِ مُبَشِّراً وخَوَّفَ مِنَ النَّارِ مُحَذِّراً.

  أهل البيت

  نَحْنُ شَجَرَةُ النُّبُوَّةِ ومَحَطُّ الرِّسَالَةِ ومُخْتَلَفُ الْمَلَائِكَةِ،