نهج البلاغة (خطب وكلام أمير المؤمنين أبي الحسن علي بن أبي طالب (ع))،

محمد بن الحسين الشريف الرضي (المتوفى: 406 هـ)

مقدمة السيد الشريف الرضي

صفحة 33 - الجزء 1

مقدمة السيد الشريف الرضي

  

  أما بعد حمد الله الذي جعل الحمد ثمنا لنعمائه، ومعاذا من بلائه ووسيلا إلى جنانه، وسببا لزيادة إحسانه، والصلاة على رسوله نبي الرحمة، وإمام الأئمة وسراج الأمة، المنتخب من طينة الكرم، وسلالة المجد الأقدم ومغرس الفخار المعرق، وفرع العلاء المثمر المورق، وعلى أهل بيته مصابيح الظلم وعصم الأمم، ومنار الدين الواضحة ومثاقيل الفضل الراجحة، صلى الله عليهم أجمعين، صلاة تكون إزاء لفضلهم ومكافأة لعملهم، وكفاء لطيب فرعهم وأصلهم، ما أنار فجر ساطع وخوى نجم طالع فإني كنت في عنفوان السن وغضاضة الغصن، ابتدأت بتأليف كتاب في خصائص الأئمة #، يشتمل على محاسن أخبارهم وجواهر كلامهم، حداني عليه غرض ذكرته في صدر الكتاب، وجعلته أمام الكلام، وفرغت من الخصائص، التي تخص أمير المؤمنين عليا #، وعاقت عن إتمام بقية الكتاب محاجزات الأيام، ومماطلات الزمان.