نهج البلاغة (خطب وكلام أمير المؤمنين أبي الحسن علي بن أبي طالب (ع))،

محمد بن الحسين الشريف الرضي (المتوفى: 406 هـ)

10 - ومن كتاب له # إليه أيضا

صفحة 369 - الجزء 1

  وأَحْجَمَ النَّاسُ قَدَّمَ أَهْلَ بَيْتِه فَوَقَى بِهِمْ أَصْحَابَه حَرَّ السُّيُوفِ والأَسِنَّةِ فَقُتِلَ عُبَيْدَةُ بْنُ الْحَارِثِ يَوْمَ بَدْرٍ وقُتِلَ حَمْزَةُ يَوْمَ أُحُدٍ وقُتِلَ جَعْفَرٌ يَوْمَ مُؤْتَةَ وأَرَادَ مَنْ لَوْ شِئْتُ ذَكَرْتُ اسْمَه مِثْلَ الَّذِي أَرَادُوا مِنَ الشَّهَادَةِ ولَكِنَّ آجَالَهُمْ عُجِّلَتْ ومَنِيَّتَه أُجِّلَتْ فَيَا عَجَباً لِلدَّهْرِ إِذْ صِرْتُ يُقْرَنُ بِي مَنْ لَمْ يَسْعَ بِقَدَمِي ولَمْ تَكُنْ لَه كَسَابِقَتِي الَّتِي لَا يُدْلِي أَحَدٌ بِمِثْلِهَا إِلَّا أَنْ يَدَّعِيَ مُدَّعٍ مَا لَا أَعْرِفُه ولَا أَظُنُّ اللَّه يَعْرِفُه والْحَمْدُ لِلَّه عَلَى كُلِّ حَالٍ.

  وأَمَّا مَا سَأَلْتَ مِنْ دَفْعِ قَتَلَةِ عُثْمَانَ إِلَيْكَ فَإِنِّي نَظَرْتُ فِي هَذَا الأَمْرِ فَلَمْ أَرَه يَسَعُنِي دَفْعُهُمْ إِلَيْكَ ولَا إِلَى غَيْرِكَ ولَعَمْرِي لَئِنْ لَمْ تَنْزِعْ عَنْ غَيِّكَ وشِقَاقِكَ لَتَعْرِفَنَّهُمْ عَنْ قَلِيلٍ يَطْلُبُونَكَ لَا يُكَلِّفُونَكَ طَلَبَهُمْ فِي بَرٍّ ولَا بَحْرٍ ولَا جَبَلٍ ولَا سَهْلٍ إِلَّا أَنَّه طَلَبٌ يَسُوءُكَ وِجْدَانُه وزَوْرٌ لَا يَسُرُّكَ لُقْيَانُه والسَّلَامُ لأَهْلِه.

١٠ - ومن كتاب له # إليه أيضا

  وكَيْفَ أَنْتَ صَانِعٌ إِذَا تَكَشَّفَتْ عَنْكَ جَلَابِيبُ مَا أَنْتَ فِيه مِنْ دُنْيَا قَدْ تَبَهَّجَتْ بِزِينَتِهَا وخَدَعَتْ بِلَذَّتِهَا دَعَتْكَ فَأَجَبْتَهَا،