نهج البلاغة (خطب وكلام أمير المؤمنين أبي الحسن علي بن أبي طالب (ع))،

محمد بن الحسين الشريف الرضي (المتوفى: 406 هـ)

26 - ومن عهد له # إلى بعض عماله - وقد بعثه على الصدقة

صفحة 382 - الجزء 1

  السَّاعَاتِ ولْيُمْهِلْهَا عِنْدَ النِّطَافِ والأَعْشَابِ حَتَّى تَأْتِيَنَا بِإِذْنِ اللَّه بُدَّناً مُنْقِيَاتٍ غَيْرَ مُتْعَبَاتٍ ولَا مَجْهُودَاتٍ لِنَقْسِمَهَا عَلَى كِتَابِ اللَّه وسُنَّةِ نَبِيِّه ÷ فَإِنَّ ذَلِكَ أَعْظَمُ لأَجْرِكَ وأَقْرَبُ لِرُشْدِكَ إِنْ شَاءَ اللَّه.

٢٦ - ومن عهد له # إلى بعض عماله وقد بعثه على الصدقة

  أَمَرَه بِتَقْوَى اللَّه فِي سَرَائِرِ أَمْرِه وخَفِيَّاتِ عَمَلِه حَيْثُ لَا شَهِيدَ غَيْرُه ولَا وَكِيلَ دُونَه وأَمَرَه أَلَّا يَعْمَلَ بِشَيْءٍ مِنْ طَاعَةِ اللَّه فِيمَا ظَهَرَ فَيُخَالِفَ إِلَى غَيْرِه فِيمَا أَسَرَّ ومَنْ لَمْ يَخْتَلِفْ سِرُّه وعَلَانِيَتُه وفِعْلُه ومَقَالَتُه فَقَدْ أَدَّى الأَمَانَةَ وأَخْلَصَ الْعِبَادَةَ.

  وأَمَرَه أَلَّا يَجْبَهَهُمْ ولَا يَعْضَهَهُمْ ولَا يَرْغَبَ عَنْهُمْ تَفَضُّلًا بِالإِمَارَةِ عَلَيْهِمْ فَإِنَّهُمُ الإِخْوَانُ فِي الدِّينِ والأَعْوَانُ عَلَى اسْتِخْرَاجِ الْحُقُوقِ.

  وإِنَّ لَكَ فِي هَذِه الصَّدَقَةِ نَصِيباً مَفْرُوضاً وحَقّاً مَعْلُوماً وشُرَكَاءَ أَهْلَ مَسْكَنَةٍ وضُعَفَاءَ ذَوِي فَاقَةٍ وإِنَّا مُوَفُّوكَ حَقَّكَ فَوَفِّهِمْ حُقُوقَهُمْ وإِلَّا تَفْعَلْ فَإِنَّكَ مِنْ أَكْثَرِ النَّاسِ خُصُوماً يَوْمَ الْقِيَامَةِ،