الخبر الثالث والعشرون
  وأظنها زيدت في كلامه، وأن الكلمة هاهنا لدالة على انحراف شديد.
  وقال ابن أبي الحديد فيه أيضاً: وقفت في بعض الكتب على خطبة لعلي # من جملتها: (إن قريشاً طلبت السعادة فشقيت، وطلبت النجاة فهلكت، وطلبت الهدى فضلت) ألم يسمعوا ويحهم قوله تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ}(١) فأين المعدل والمفزع عن ذرية رسول الله ÷ الذين شيد الله بنيانهم فوق بنيانهم، وأعلى رؤوسهم فوق رؤوسهم، واختارهم عليهم، ألا ان الذرية أفنان أنا شجرتها، ودوحة أنا ساقها، وإني من أحمد بمنزلة الصنو من الصنو، كنا ظلالاً تحت العرش قبل خلق البشر، وقبل خلق الطينة، التي كان منها البشر أشباحاً عالية لا أجساماً نامية، إن أمرنا صعب مستصعب، لا يعرف كنهه إلا ثلاثة: ملك مقرب، أو نبي مرسل أو عبد امتحن قلبه للإيمان، فإذا انكشف لكم سر، أو وضح لكم أمر، فاقبلوه،
  وإلا فاسكتوا تسلموا، وردوا علمنا إلى الله فإنكم في أوسع مما بين السماء والأرض.
  وهذه الخطبة ذكرها في الجزء الثالث عشر في شرح قوله في النهج: (فمن الإيمان ما يكون ثابتاً مستقراً في القلوب، ومنه ما يكون عواري بين القلوب والصدور إلى أجل معلوم، فإذا كانت لكم براءة من أحد، فقفوه حتى يحضره الموت، فعند ذلك يقع حد البراءة،
(١) الطور (٢١).