حديقة الحكمة النبوية في تفسير الأربعين السيلقية،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

الحديث السابع

صفحة 106 - الجزء 1

الحديث السابع

  عَنْ⁣(⁣١) أَبِي هُرَيْرَةَ؛ وهو عَبْدُ اللهِ بْنُ عَامِرٍ وَقِيلَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، مشهور من أهل الصُّفَّة⁣(⁣٢) المبرزين في الانقطاع والملازمة لرسول الله ÷، وله رواية عن رسول الله ÷ واسعة، وكان له مكان عند الأمة لمكان الصحبة، وهو دَوْسِيّ، ودَوس قبيلة من اليمن، وقد روي عن النبي ÷ أنه قال: «لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ لَا أتَّهِبَ إلَّا مِنْ قُرَشِي أَوْ أَنْصَارِي أَوْ دَوْسِي» وفي أخرى: «أوْ ثَقَفِي» وذلك لأنهم أهل أمصار، وفيهم السؤْدُد والكرم، قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ÷ يَقُولُ فِي خُطْبَتِهِ: «أَيُّهَا النَّاسُ؛ إِنَّ الْعَبْدَ لَا يُكْتَبُ فِي الْمُسْلِمِينَ حَتَّى يَسْلَمَ النَّاسُ مِنْ يَدِهِ وَلِسَانِهِ، وَلَا يَنَالُ دَرَجَةَ الْمُؤْمِنِينَ حَتَّى يَأْمَنَ أَخُوهُ بَوَائِقَهُ، وَجَارُهُ بَوَادِرَهُ، وَلَا يُعَدُّ مِنَ الْمُتَّقِينَ حَتَّى يَدَعَ مَا لَا بَأْسَ بِهِ حَذَارَ مَا بِهِ الْبَأْسُ، أَيُّهَا النَّاسُ؛ إِنَّهُ مَنْ خَافَ الْبَيَاتَ أَدْلَجَ، وَمَنْ أَدْلَجَ فِي الْمَسِيرِ وَصَلَ، وَإِنَّمَا تَعْرِفُونَ عَوَاقِبَ أَعْمَالِكُمْ لَو قَدْ طُوِيَتْ صَحَائِفُ آجَالِكُمْ، أَيُّهَا النَّاسُ؛ إِنَّ نِيَّةَ الْمُؤْمِنِ خَيْرٌ مِنْ عَمَلِهِ، وَنِيَّةَ الْفَاسِقِ شَرٌّ مِنْ عَمَلِهِ»(⁣٣).


(١) قال السيد الشريف: حدثنا أبو بكر أحمد بن كامل بن خلف بن شجرة المعروف بالمحاملي في منزله قال حدثنا أبو قلابة قال حدثنا الحسين بن حفص الأصبهاني قال حدثنا سفيان الثوري عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة ... الحديث.

(٢) أهْلُ الصُّفَّة: هُمْ فُقَرَاء المُهاجِرِينَ، وَمَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ مِنْهُمْ مَنْزِلٌ يَسْكُنُه، فكَانُوا يَأوُون إِلَى مَوْضِعٍ مُظَلَّلٍ فِي مَسْجِدِ المَدِينة يَسْكُنُونَه، (النهاية في غريب الحديث والأثر ٣/ ٣٧).

(٣) الطرف الأول من الحديث مروي بألفاظ عدة في جميع كتب الحديث منها بلفظ: «الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ» مع زيادة: «وَالْمُؤْمِنُ مَنْ أَمِنَهُ النَّاسُ عَلَى دِمَائِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ» في بعضها، وبعضها بزيادة: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ عَبْدٌ لا يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَائِقَهُ» ... ، وأما حديث: «لَا يَبْلُغُ الْعَبْدُ أَنْ يَكُونَ مِنَ الْمُتَّقِينَ حَتَّى يَدَعَ مَا لَا بَأْسَ بِهِ حَذَرًا لِمَا بِهِ الْبَأْسُ» أخرجه في مسند ابن أبي شيبة (٢/ ٧٢) رقم (٥٩١) ومسند عبد بن حميد (١/ ١٧٦) رقم (٤٨٤) وسنن ابن ماجة (٢/ ١٤٠٩) رقم (٤٢١٥) والمعجم الكبير للطبراني (١٧/ ١٦٨) رقم (٤٤٦) ومسند الشهاب للقضاعي (٢/ ٧٤) رقم (٩٠٩) وغيرهم، وآخر الحديث روي بلفظ: «نِيَّةُ الْمُؤْمِنِ خَيْرٌ مِنْ عَمَلِهِ، وَنِيَّةُ الْفَاجِرِ شَرٌّ مِنْ عَمَلِهِ» في =