حديقة الحكمة النبوية في تفسير الأربعين السيلقية،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

الحديث السابع عشر

صفحة 199 - الجزء 1

الحديث السابع عشر

  عَنْ⁣(⁣١) عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ÷: «يَقُولُ اللهُ تَعالَى: يَا ابْنَ آدَمَ؛ تُؤْتَى كُلَّ يَوْمٍ بِرِزْقِكَ وَأَنْتَ تَحْزَنُ، وَتُنْقَصُ كُلَّ يَوْمٍ مِنْ عُمُرِكَ وَأَنْتَ تَفْرَحُ، أَنْتَ فِيمَا يَكْفِيكَ وَتَطْلُبُ مَا يُطْغِيكَ، لَا بِقَلِيلٍ تَقْنَعُ، وَلَا مِنْ كَثِيرٍ تَشْبَعُ»(⁣٢).

  عبد الله هذا هو الْمُبَرِّزُ في العلم، المعروف بالحق، المشهور بنفاذ البصيرة، وفيه آثارٌ كثيرة، وهو أحد العلماء الأربعة بعد رسول الله ÷، ولم يختلف أحدٌ من أهل العلم أنَّه ثاني علي بن أبي طالب أمير المؤمنين # وإن اخْتُلِفَ في الثالث والرابع بين سلمان وعمر ومعاذ وأبي الدرداء وزيد، وهو الذي كان على بيت مال العراق في ولاية عمر، وعمر من قد عَلِمَ الكافَّةُ أَمْرَه في التحفُّظِ⁣(⁣٣)، فدَلَّ ذلك على ارتفاع الشك في أمره، والقطع على عدله وأمانته، وهو أول من فَقَّهَ أهل العراق، فحقَّقوا ودقَّقوا، وهو من هُذَيل حليفٌ لبني زهرة بن كلاب، وعُدَّ في رجالهم، وكان بدريّاً، وهو الذي رُوي عنه القول المشهور يوم أُحُدٍ: ما كنتُ أظن أنَّ فينا يا أصحابَ محمدٍ من يريد الدنيا حتى نزلت الآية: {مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ}⁣[آل عمران: ١٥٢] فما ظنُّك بمن كانت هذه حاله، والكلام فيه كثير، وهو أشهر من أن يخفى، هو عبد الله بن مسعود بن الْحَارِث بن شمخ بن مَخْزُوم بن صاهلة بن كَاهِل بن الْحَارِث بن تميم بن سعد بن هُذَيْل.


(١) قال السيد الشريف: وحدثنا أبو عبد الله إبراهيم بن محمد بن عرفة قال حدثنا أحمد بن عبد الجبار العطاردي قال حدثنا وكيع بن الجراح عن الأعمش عن أبي الضُّحَى قال قال عبدالله بن مسعود ... الحديث.

(٢) الحديث روي بألفاظه وبتقديم وتأخير وزيادة، رواه ابن عدي في الكامل (٥/ ٢٣١) والخطيب البغدادي في تاريخه (١٢/ ٧١) برقم (٦٤٧٣) وابن عساكر في تاريخ دمشق (١٦/ ٢١٣) والطبراني في الأوسط (٨/ ٣٦١) برقم (٨٨٧٥) وأبو نعيم في الحلية (٦/ ٩٨) والقضاعي في مسند الشهاب (١/ ٣٦١) برقم (٦١٨) والبيهقي في الشعب (١٣/ ٨) برقم (٩٨٧٦) ومعظمها بزيادة: ابْنَ آدَمَ؛ إِذَا أَصْبَحْتَ مُعَافًى فِي جَسَدِكَ، آمِنًا فِي سِرْبِكَ، عِنْدِكَ قُوتُ يَوْمِكَ فَعَلَى الدُّنْيَا الْعَفَاءُ» ا. هـ.

(٣) في الأصل و (أ): الكافَّةُ في التحَفُّظِ أَمْرَهُ.