[تفسير قول الله تعالى: {والذين يكنزون الذهب والفضة} ... الآية]
  أَمِنْ رَيْحانةَ الدَّاعِي السَّمِيعُ
  يريد الْمُسْمِعِ.
  قوله تعالى: {يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا} يريد أن العذاب الأليم ينزل بهم يوم يحمى عليها في نار جهنم، فذلك في الآخرة، وأضيفت النار إلى جهنم إضافة الشيء إلى صفته، كما يقال: مسجدُ الجامع، وصلاة الأولى، لأن جهنم صفة النار نعوذ بالله تعالى منها.
  قوله تعالى: {فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ} الكيُّ معروف، وهو الوَسْمُ بحديدة محماة، والجبهة هي موضع السجود، وما يكتنفها من ميمنتها وميسرتها جبينٌ.
  قوله تعالى: {وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ} للإنسان جَنْبان، جنْبٌ أيمن وأيسر، والظهر معروف، وهو ما يسامت القفا من الجسد، وهذه المواضع تكوى بالكنوز.
  قوله تعالى: {هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ ٣٥} هذه إشارة من الله تعالى بالقول أو تعريف بسواه من الله تعالى أو من ملائكته $ بأمره، {مَا كَنَزْتُمْ}: الذي كنزتم لأنفسكم، تَبْكِيتاً لهم إذ كنزوه، بمعنى جمعوه ومنعوه من حق الله تعالى لأنفسهم بزعمهم، فكان عليها(١) بجهلهم وسوء اختيارهم، {فَذُوقُوا} أصل الذوق باللسان، ثم استُعِيرَ لكل كريهٍ ومُشتهًى ومحبوب؛ لكون الْمَذُوق أخص الأمور بالذَّائِق؛ لأن العين ربما غرَّتْ، ولا يغتر صاحب الذوق بوجهٍ من الوجوه.
  والمعنى في هذه الآية أنَّ الذين يجمعون الذهب والفضة ثم يمنعون حق الله تعالى في تلك الكنوز بخْلاً وجشَعاً، ولؤْماً وطمَعاً؛ ويزعمون أنَّ ذلك نظرٌ لأنفسهم؛ فأَعْلِمْهُم يا محمد إعلام الْمُبَشِّرِ - على وجه الاستهزاء بهم والانتقاص بعقولهم - أنَّ العذاب المؤلم واقعٌ بهم على ذلك في
= ثُمَّ شهد مع سَعْد، وقتل يَوْم القادسية. وقيل: بل مات عطشاً يومئذ، وقيل: بل مات سنة إحدى وعشرين بعد أن شهد وقعة نهاوند مع النعمان بْن مقرن، وشهد فتحها، وقاتل يومئذ حَتَّى كَانَ الْفَتْح، وأثبتته الجراحات يومئذٍ، فحمل فمات بقرية من قرى نهاوند يقال لها روذة ... وَكَانَ فارس العرب، مشهوراً بالشجاعة. صمد عمرو بن معدي كرب لعلي # - وكان يظن أن لا يثبت له أحد من شجعان العرب - فثبت له فعَلَا عليه، وعاين منه ما لم يكن يحتسبه ففر من بين يديه هارباً ناجياً بحشاشة نفسه بعد أن كاد يقتله ... انظر الاستيعاب (٣/ ١٢٠٢) وشرح النهج (١٢/ ١٢٠).
(١) أي فكان على أنفسهم بدلاً من أن يكون لها.