حديقة الحكمة النبوية في تفسير الأربعين السيلقية،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

الحديث السابع والعشرون

صفحة 302 - الجزء 1

  أطاع إلا ناقصي العقول؟ فهل أجهل ممن عصى في أمرٍ يعود على نفسه نفعُ طاعته في عاجلٍ غير آجل، دائمٍ واصلٍ؟! وما ظنُّك بمن يخلّف ما يندم عليه؛ أيُعْتَدُّ بتخليفه؟! أم هو بعد تخليفه راجع إليه؟! إنما هي جهالةٌ تضحك منها العقول والأفكار، فأمَّا من ترك صدَقَةً مسبَّلَة، أو صِلَةً محررة، أو وقفاً مستمرّاً، فليس هذا من المندوم عليه في شيء.

  فنسأل الله تعالى أن يجعلنا من الْمُقْدِمين على ما نُغْبَطُ بالقدوم إليه، المخلِّفين لما لا نندم عليه، والصلاة على محمد وآله.