الحديث الأول
الحديث الأول
  عَنْ(١) أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ(٢)، وهو غلامٌ من الأنصار، هو أنس بن مالك بن النضر بن ضمضم بن زيد بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار بن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج بن حارثة بن ثعلبة بن عمرو بن عامر، ومن حديثه أنَّ رسول الله ÷ لما وصل المدينة قال: «انْعَوا لي غُلَامًا يَخْدُمُنِي» فجاءت به أمُّه أو جدَّتُه (الشك من جهتي) إلى رسول الله ÷ فكناه أبا حمزة بشجرة تكون في المدينة يسمى بها الرجل حمزة، كما يقال سلمة وطلحة وعوسجة، قال أنس: فخدَمْتُ رسول الله ÷ نحوًا من عشر سنين ما قال لي في شيء فعلتُه: لِمَ فعلتَه؟ ولا في شيء تركتُه: لم تركتَه؟ في حق نفسه ÷ إلَّا أنْ يأمرني أو ينهاني في شيء من أمر الله تعالى، قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ ÷ عَلَى نَاقَتِهِ الْجَذْعَاءِ فَقَالَ: «أَيُّهَا النَّاسُ؛ كَأَنَّ الْمَوْتَ فِيهَا عَلَى غَيْرِنَا كُتِبَ، وَكَأَنَّ الْحَقَّ فِيهَا عَلَى غَيْرِنَا وَجَبَ، وَكَأَنَّ الَّذِي نُشَيِّعُ مِنَ الْأَمْواتِ سَفْرٌ عَمَّا قَلِيلٍ إِلَيْنَا رَاجِعُونَ، نُبَوِّئُهُمْ أَجْدَاثَهُمْ، وَنَأْكُلُ تُرَاثَهُمْ، كَأَنَّا مُخَلَّدُونَ بَعْدَهَمْ، نَسِينَا كُلَّ وَاعِظَةٍ، وَأَمِنَّا كُلَّ جَائِحَةٍ، طُوبَى لِمَنْ شَغَلَهُ عَيْبُهُ عَنْ عُيُوبِ(٣) النَّاسِ، طُوبَى لِمَنْ أَنْفَقَ مَالاً اكْتَسَبَهُ مِنْ غَيْرِ مَعْصِيَةِ اللهِ، وَجَالَسَ أَهْلَ الْفِقْهِ وَالْحِكْمَةِ، وَخَالَطَ أَهْلَ الذِّلَّةِ وَالْمَسْكَنَةِ، طُوبَى لِمَنْ ذَلَّتْ نَفْسُهُ، وَحَسُنَتْ خَلِيقَتُهُ، وَصَلُحَتْ سَرِيرَتُهُ، وَعَزَلَ عَنِ النَّاسِ شَرَّهُ، طُوبَى لِمَنْ أَنْفَقَ الْفَضْلَ مِنْ مَالِهِ، وَأَمْسَكَ الْفَضْلَ مِنْ قَوْلِهِ، وَوَسِعَتْهُ السُّنَّةُ، وَلَمْ تَسْتَهْوِهِ الْبِدْعَةُ»(٤).
(١) قال السيد الشريف: حدثنا أبو بكر محمد بن القاسم بن بشار الأنباري قال حدثنا أبي قال حدثني أبو سلمة موسى بن إسماعيل المنقري قال حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت بن أسلم البناني عن أنس بن مالك ... الحديث.
(٢) سكن البصرة ومات سنة إحدى وتسعين من الهجرة، وسيأتي له مزيد ذكرٍ في بداية شرح الحديث التاسع.
(٣) في الأصل و (أ): عَيْب، وكررها خلال الشرح، والمثبت من بقية النسخ، ومن نسخ خطية للأربعين.
(٤) رواه البيهقي في شعب الإيمان (١٣/ ١٤٢) برقم (١٠٠٧٩) والقضاعي في مسند الشهاب (١/ ٣٥٨) برقم (٦١٤) وفي مسند البزار (١٢/ ٣٤٨) برقم (٦٢٣٧) وفي حليه الأولياء لأبي نعيم (٣/ ٢٠٣).