الحديث الثاني والثلاثون
الحديث الثاني والثلاثون
  عَنْ(١) مُعاوِيةَ، وهو معاوية بن أبي سفيان بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف، وقد لعنه رسول الله ÷، وكان أميرُ المؤمنين عَلِيٌّ # يقنت بلعنه، وهو الذي أجرى سَبَّ أمير المؤمنين علي # على المنابر، وأقسم ليجعلنه سُنَّة، وقَتَل حُجْرَ بنَ عَدِيٍّ الكِنْدِيّ، وكان قتلُهُ من أكبرِ حدثٍ في الإسلام، وفي الحديث أنه قال: لما عزموا على قتله في الشام، وكان من أكثر المسلمين عنايةً في فتحها: والله لئن قتلتموني فيها إني لأول رجلٍ من المسلمين هلَّلَ في أوديتها، وأول رجل من المسلمين نبحته كلابها، ولَمَّا اسْتَرَّ أهلُ الشام بقتله قال رَجُلٌ من المسلمين: أتفرحون بقتل حُجْرِ بنِ عَدِي! والله لقد رأيته يوم أذربيجان(٢) وقد قَتلَ تسعةً من المشركين قبل أن يتأمَّر جيوش المسلمين.
  وناهيك بمناصبته لأمير المؤمنين علي #، وحربه لأصحاب رسول الله ÷ البدريين والعَقَبِيين والأُحُدِيين الذين كانوا نجوماً في الإسلام يقتدى بهم(٣)، فرضي الله عنهم.
(١) قال السيد الشريف: وحدثنا أبو بكر محمد بن القاسم بن بشار الأنباري قال حدثنا إسماعيل بن إسحاق قال حدثنا نصر بن علي عن الأصمعي عن عيسى بن عمر عن معاوية ... الحديث.
(٢) أَذْرَبِيجان: (قال ياقوت في معجم البلدان (١/ ١٢٨): يتّصل حدّها من جهة الشمال ببلاد الجيل والديلم، وهو إقليم واسع. ومن مشهور مدائنها: تبريز، وهي أكبر مدنها، ..، وخويّ، وسلماس، وأرمية، وأردبيل، ومرند، وغير ذلك ... قلنا: الجزء الشمالي من إيران كان تابعاً لأذربيجان قديماً، لأن المدن التي ذكرها ياقوت الحموي هي معظمها الآن من مدن إيران، أما الدولة التي تسمى الآن أذربيجان فهي واحدة من ست دول تركية مستقلة في منطقة القوقاز في أوراسيا، تقع في مفترق الطرق بين أوروبا الشرقية وآسيا الغربية، ويحدها بحر قزوين إلى الشرق، وروسيا من الشمال، وجورجيا إلى الشمال الغربي، وأرمينيا إلى الغرب، وإيران في الجنوب، استقلت عن الاتحاد السوفيتي عام ١٩٩١ م، لغتهم الرسمية هي الأذرية نسبة إلى أذربيجان وهي من عائلات اللغات التركية، نسبة المسلمين فيها تقريباً ٩٣%، ولكن بنظام علماني، ليس للدين أي أثر أو ممارسات أو مناسبات تذكر.
(٣) هكذا في الأصل: يقتدى بِهِمْ، وفي بقية النسخ: يقتدى بها.