حديقة الحكمة النبوية في تفسير الأربعين السيلقية،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[صنيع بني أمية وبني العباس بأهل البيت وذكر محبس الهاشمية]

صفحة 343 - الجزء 1

  عبد الله بن الحسن، جمع خصال الكمال. فإذا قيل: من أفضل الناس؟ قيل: عبد الله بن الحسن.

  وكان إبراهيم بن الحسن إذا أتى المدينة احتشر عليه الناس لما كان فيه من شبه رسول الله ÷.

  وقد ذكرهم أبو فراس⁣(⁣١) في قصيدته الميمية، وهي مشهورة، التي رد فيها على ابن سُكَّرَةَ هَجْوَهُ لأهل البيت، وذكر مساوئ بني العباس، قال فيها:

  بِئْسَ الْجَزاءُ جَزَيْتُمْ في بَني حَسَنٍ ... أباهُمُ الْعَلَمَ الْهادِي وَأُمَّهُمُ!

  هَلَّا كَفَفْتُمْ عنِ الدِّيبَاجِ أَلْسُنَكُمْ ... وَعَنْ بَناتِ رَسولِ الله شَتْمَكُمُ؟

  هَلاَّ صَفَحْتُمْ عَنِ الْأسْرَى بلَا سَبَبٍ ... للصَّافِحِينَ ببَدْرٍ عَنْ أسِيرِكُمُ؟

  وهي طويلة مشهورة⁣(⁣٢).

  ولما خُرِجَ بهم من المدينة على الجمال مشدودين بالوثاق، وقد عُدِل كلُّ⁣(⁣٣) رجل منهم بجندي؛ قال ابن أبي الزناد السعدي فيهم:


(١) أَبُو فِرَاس الحَمْداني (٣٢٠ - ٣٥٧ هـ) الأمير الهمام المتفق على جلالته، خاتمة الملوك الشعراء، ولي آل محمد أبو فراس الحارث بن سعيد بن حمدان | ... عدَّه في الزيدية وعدَّ أهلَ بيته الإمامُ المنصور بالله في كتابه الشافي، وغير الإمام أيضاً من علماء العراق. قال الثعالبي في حقه: كان فرد دهره، وشمس عصره، أدباً وفضلا، وكرماً ونبلاً، ومجداً وبلاغة وبراعة، وفروسيَّة وشجاعة، وشعره سائر مشهور بين الحسن والجودة، والسهولة والجزالة، والعذوبة والفخامة، والحلاوة والمتانة، ومعه رواء الطبع، وسمة الظرف، وعزّة الملك ... وكان الصاحب يقول: بُدِئ الشعر بملك يعني امرأ القيس، وختم بملك يعني أبا فراس. وكان المتنبي يشهد له بالتقدم، ويتحامى جانبه فلا ينبري لمباراته، ولا يجترئ على مجاراته، وإنما لم يمدحه ومدح من دونه من آل حمدان تهيباً له وإجلالاً، لا إغفالاً وإخلالا .... جُرح في معركة مع الروم، فأسروه سنة ٣٥١ هـ فامتاز شعره في الأسر برومياته. وبقي في القسطنطينية أعواماً، ثم فداه سيف الدولة بأموال عظيمة. وقال ابن خلكان: مات قتيلاً في صدد (على مقربة من حمص) قتله أحد أتباع سعد الدولة ابن سيف الدولة .... (انظر مطلع البدور ١/ ٥٣١، وكتاب الأعلام للزركلي ٢/ ١٥٥).

(٢) أرودها الإمام المنصور بالله عبد الله بن حمزة # في الشافي ط ٢ (ج ١/ ٧٦٨) وابن أبي الرجال في مطلع البدور (١/ ٥٣٤)، وفيها الدلالة على وده الصادق لآل محمد $، قالوا: إن أبا فراس خالف قصيدة ابن سكرة في الروي استحقاراً له، ومطلع قصيدة أبي فراس:

الدينُ مخترمٌ والحقُّ مُهتَضمُ ... وَفَيْءُ آلِ رَسُولِ الله مُقْتَسَمُ

(٣) في نسخة أخرى: عُدَّ لِكُلِّ رجل ... الخ.