الحديث السابع والثلاثون
الحديث السابع والثلاثون
  عَنْ(١) أَبِي ذَرٍّ، وَهُوَ جُنْدُبُ بْنُ جُنَادَةَ بْن سُفْيانَ بْنِ عُبيدِ بْنِ حَرامِ بْنِ غِفارِ بْنِ مُلَيْلِ بْنِ ضَمْرَةَ(٢) [بْنِ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ مَناةَ] بْنِ كِنانَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ مُدْرِكَةَ بْنِ إِلْيَاسَ بْنِ مُضَرَ بْنِ نِزَارٍ، فضَّله رسول الله ÷ بصدق اللهجة، فكان معصوماً فيما يتعلق بالأخبار، وله من الفضائل ما لا يحصره ذكرنا في مثل هذا، وكان عثمان أخرجه من المدينة إلى الرَّبَذَةِ(٣) لوحشةٍ جرت بينهما، فجاء وعبدٌ حبشي يصلي بهم، وقد كان رسول الله ÷ أمره أن يطيعَ ولو كان الأمير عبداً حبشياً، فأمروه أن يتقدم بهم للصلاة؛ فكره وذكر وصاة رسول الله ÷، وقد كان رسول الله ÷ أخبره أنه يموت وحده ويقبر وحده ويبعث وحده، قال: يا رسول الله فمن يواريني ويصلي علَيَّ؟ قال: جماعة من أصحابي من نعتهم كذا وكذا، فلما حضرته الوفاة قالت بنته: يا أبه من يتولى شأنك؛ ويغسلك ويقبرك؟ قال: إذا أنا مِتُّ فألقيني على قارعة الطريق، ففاضت نفسه، وأقبل الركب من العراق، وهم عبد الله بن مسعود وأصحابه(٤)، فما شعروا حتى كادت الرِّكَابُ تطأه، فقالوا: من هذا؟ فقالت بنته: أبو ذر
(١) قال السيد الشريف: وحدثنا أبو محمد عبد الله بن جعفر ابن درستويه قال حدثنا علي بن عبد العزيز قال حدثنا أبو عبيد القاسم بن سلام قال حدثنا عبد الله بن المبارك عن سفيان عن سليمان الأعمش عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن جده عن أبي ذر ... الحديث.
(٢) في الأصل والنسخة (أ): ضُمَيْرَة، وما أثبت من نسخة أخرى ومن كتب التراجم والأنساب، وما بين القوسين سقط من الأصل والنسخة (أ).
(٣) الرَّبَذَة: قرية على مسافة ثلاث مراحل شرق المدينة المنورة، (٢٠٠ كيلومتر تقريباً)، فيها قبره ¥ حيث توفي سنة ٣٢ هـ.
(٤) منهم: حُجْرُ بنُ عَدِي الْكِنْدِي، ومَالِكُ بن الحارث الأشتر، ذكره ابن عبد البر في الاستيعاب (١/ ٢٥٣) وأبو نعيم في معرفة الصحابة، حيث قال: مِنْهُمْ حُجْرُ بْنُ الْأَدْبَرِ، وَمَالِكٌ الْأَشْتَرُ، وَنَفَرٌ، كُلُّهُمْ يَمَانِيَةٌ، ... الخ وقد صُحِّفَ إلى: كُلُّهُمْ ثَمَانِيَةٌ، (انظر معرفة الصحابة: ٢/ ٥٦٥) وفي الطبقات الكبرى (٤/ ١٧٧) قال: مِنْهُمْ حُجْرُ بْنُ الأَدْبَرِ وَمَالِكٌ الأَشْتَرُ فِي نَفَرٍ كُلُّهُم يَمَانٍ، ا. ه، ويسمى حُجْر الخير، وهو الصحابي الذي قتله معاوية صبراً بمرج عذراء سنة ٥١ هـ لتمسكه بولائه لعلي #، ا. هـ.