حديقة الحكمة النبوية في تفسير الأربعين السيلقية،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

الحديث التاسع والثلاثون

صفحة 372 - الجزء 1

الحديث التاسع والثلاثون

  عَنْ⁣(⁣١) أَبِي هُرَيْرَةَ وقد تقدم الكلام في نسبه وطرف من ذكر حاله، وعلى الجملة هو أحد الرواة عن رسول الله ÷، وله رواية واسعة على غفلة كانت فيه، وله أشباه فيها، منهم عبد الله بن عُمر، ووابصة بن معبد⁣(⁣٢)، ومعقل بن سنان⁣(⁣٣) في آخرين، وهو يماني نسباً ولساناً، وذلك أنه كان يُبدل لام المعرفة ميماً، فقال وقد دخل على عثمان يوم الدار: (الْآنَ طَابَ امْضَرْبُ) وهذه لغة كثير من أهل اليمن سمعناها منهم، وهو أحد المدافعين عن عثمان، واضطربت أحواله في أيام علي # على إظهاره فضْلَه واعتقاد إمامته، وإنما لم يعرف بتشدد في أمره، وهذا فصلٌ عَرَض، وفيه بعض غرض، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله ÷: «أَلَا إِنَّ الدُّنْيَا قَدِ ارْتَحَلَتْ مُدْبِرَةً، وَالْآخِرَةَ قَدْ تَحَمَّلَتْ مُقْبِلَةً، أَلَا وَإِنَّكُمْ فِي يَوْمِ عَمَلٍ لَيْسَ فِيهِ حِسَابٌ، وَيُوشِكُ أَنْ تَكُونُوا فِي يَوْمِ حِسَابٍ لَيْسَ فِيهِ عَمَلٌ، وَإِنَّ اللهَ يُعْطِي الدُّنْيَا مَنْ يُحِبُّ وَيُبْغِضُ، وَلَا يُعْطِي الْآخِرَةَ إِلَّا مَنْ يُحِبُّ، وَإِنَّ لِلدُّنْيَا أَبْنَاءً، وَلِلآخِرَةِ أَبْنَاءً، فَكُونُوا مِنْ أَبْنَاءِ الْآخِرَةِ وَلَا تَكُونُوا مِنْ أَبْنَاءِ الدُّنْيَا، إِنَّ شَّرَّ مَا أَتَخَوَّفُ عَلَيْكُم اتِّبَاعُ الْهَوَى، وَطُولُ الأَمَلِ، فَاتِّبَاعُ الْهَوَى يَصْدِفُ بِقُلُوبِكُمْ عَنِ الْحَقِّ، وَطُولُ الأَمَلِ يَصْرِفُ هِمَمَكُم إِلَى الدُّنْيَا، وَمَا بَعْدَهُمَا لأَحَدٍ مِنْ خَيْرٍ فِي دُنْيَا وَلَا آخِرَةٍ».


(١) قال السيد الشريف: وحدثنا الحسين بن محمد السكوني قال حدثنا نصر بن عبد الملك قال حدثنا زيد بن يحيى الهروي قال حدثنا عمرو بن جرير البجلي قال حدثنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة ... الحديث.

(٢) وابِصَة - بكسر الموحدة - ابن مَعْبَد الأسدي، أبو شَدَّاد، وفد سنة تسع. أخرج له حديثه فيمن صلى خلف الصفوف وحده محمدُ بن منصور، وأبو داود، والترمذي. أخرج له: محمد، والمرشد بالله، والأربعة إلا النسائي. عنه: سالم بن أبي الْجَعْد، وهِلَال بن يَسَاف، وولده عمرو بن وابصة، والشعبي حديث المصلي خلف الصفوف. (لوامع الأنوار للإمام الحجة/ مجدالدين بن محمد المؤيدي # - ط ٣ - ج ٣/ ٢٦١).

(٣) مَعْقِلُ بْنُ سِنان بن مُظْهِر ... الأشجعي. شهد فتح مكة، ولم يقبل روايته أمير المؤمنين علي # في مهر المثل للمتوفى عنها زوجها قبل الدخول ولم يسم لها مهراً ... قُتِلَ يَوْم الحَرَّة، قتله مُسْلِم بْن عقبة قائد جيش يزيد صبراً.